لا يدري المرء عادة متى بدأت الشروخ تتصاعد بينه و بين عائلته و لكني أعلم ، حتى الآن لا أجرؤ على مناداة الدوقة بأمي، ليس لأني لا أحبها بل لأن مشاعر كلانا أكثر تعقيدا من تلك الكلمة ، دوما ما رأيتها كمربيتي لا والدتي، لا أجرؤ على إنكار جميلها علي فهي من جعلتني ملكة بحق ، و لكني لا أجد منها الدفء الأسري ، و صدقا لم أستطع إيقاف تلك العاصفة الهوجاء التي بداخلي، لقد علمت للتو أنها العقل المدبر وراء حادثة ليون ، و بالطبع سيعلم آرثر ببعض التحقيقات حتى و إن لم يستطع إثبات الأدلة،
من المخزي أن هذا ما حاولت فعله منذ البداية، هذا نوع من التهديد الناعم، الدوقية هي الأقوى فلا تجرؤ على التفكير بجعل ابن تلك الساقطة وليا للعهد ، و لكن لم عليها التمادي في ذلك؟؟ ، لقد أوشكت على قتل طفل صغير لا يدري من الحياة شيئا ، لم يجب على الأبرياء دفع الثمن ؟ ، قاطعت تأملاتي تلك الخادمة الشقراء شبه الجميلة" جلالتك ، الدوقة تستأذن بالدخول "
أمأت لها مشيرة بأن تتركنا وحدنا
....نظرت إلي شرزا ، ثم جلست بظهر مستقيم و أردفت
" يبدو أن الذكاء لا يكتسب من الدراسة ، و أن الحكمة طاردتك بكل ما أوتيت من قوة لكنك كنت الأسرع "....
" إذا أيجب علي قتل الأطفال كهواية يا جلالة الدوقة ؟"
..
عندما واشكت على إنهاء تلك الجملة، صفعتني بكل سلاسة قائلة
" القصر الملكي هو قاعة للحرب، و إن لم تصبحي ذات هيبة ستغدين مجرد دمية لزوجك العزيز و عشيقته الساقطة "
...
حينها ضحكت بصوت جهوري ، ربما لأن كلامها كان فيه من الصحة ما آلمني بشدة، أعلم أن اللجان الملكية تبتغي جعلي دمية في القريب العاجل ، و أدري أن خوفهم من عائلتي هو أكبر عائق لهم ، و لكني أفضل كوني دمية على كوني قاتلة و هذا ما في الأمر
....
" عزيزتي الدوقة ، إنني أنصحك بالخروج بكرامة ، قبل أن أقبض عليك بتهمة إزدراء العائلة المالكة ، و أحذرك أنني لن اتساهل معك بعد الآن "
..." أرى أنك بدأت تتعلمين صلاحياتك الملكية جلالتك ، بالمناسبة لقد ضغطت على سموه ليزيد من الزيارات الليلية ، كوني ملكة كاملة و أنجبي ولي العهد "
...بعدها بمدة ، وجدت تلك الخادمة الشقراء تضع لي مرهما بجانبي
..
" و ماذا يكون هذا؟ "
" إنه هدية جلالة الدوقة ، سموك"
" أطلعيني على جدول الزيارات و الأعمال بسرعة "
" سمو ولي العهد قادم بعد نصف ساعة هو و جلالة الامبراطورة الأرملة ، الدوق القادم السير فريدريك قادم غدا و أمر جلالته إعطائك فترة راحة لمدة أسبوع؛ لذا لا توجد أعمال "
...لا أنكر أني فرحت بزيارة ليون، و لكن ما سرني حقا زيارة فريدريك ، حينها علمت أنه مازال يهتم بي رغم المسافات الشاسعة بيننا "
...
يتبع
أنت تقرأ
فوضى الحواس
Short Storyأيلاحق المرء عمره ؟ ، لا أدري، و لكنني أحاول، أردت تخليد هذه الذكرى حتى لا يندثر كل شيء عني خلف صفحات التاريخ الجوفاء ، يتعلم المرء الكثير عن تاريخ العائلة الملكية هنا ، و لكنه لا ينال منهم سوى بعض الأمجاد المكتوبة بدقة سابقا ، أردت أن أكون ر...