خطيئتي الثانية ، بعد فوات الأوان

6 1 0
                                    

و لأني لا أقدم لك سيرة ذاتية مفصلة ، لنبحر معا إلى ليلة ما قبل حفل الخطبة رسميا،  حينما أتممت السادسة عشر بدأت الشائعات ، و بدأ تملكي لآرثر و للمقعد الذي بجانبه  في آن واحد،  في تلك الليلة جاءت الدوقة لمحادثتي ، رغم أنها أمي و لكن كان من المحظور منادتها بذلك ، كانت امرأة شديدة الحزم متقدة الطموح،  ولدت و عاشت لأجل استمرار رفعة الدوقية لا لشيء آخر ، لا أدري إن كان في قلبها بعض من الحب لي أم لا ، لكنها و بلا شك أحبت فريدريك  و هذا ما سأقصه عليك فيما بعد،    جاءت حاملة لشمعة و هي تسير في ممر طويل، حتى شارفت على الوصول إلى غرفتي،  همست لي ببضع جمل ، أو وصايا على الأرجح،  لم أنسها قط

...
" أنت مستقبل هذه البلاد ، فيك من الذكاء المتقد ما يضمن لك حكما  شديد السلاسة، و عائلة مهيبة تحمي ظهرك دوما ،  الملك هو زوجك لا شريكك  ، قد ينازعك في صلاحياتك أحيانا،  لذا لا تكوني مأسورة الفؤاد سخيفة التعلق،  للرجال نساء كثر ، و لكن للملكة مقعد واحد ، فحافظي عليه " ،
ثم انطفئت الشمعة و غادرت أمي بشموخ عاهدتها عليه ، قد يبدو أنها امرأة تعسة في زواجها من الوهلة الأولى ، و لكن على عكس ما تظن ، فقد كانت امرأة الدوق الوحيدة دوما ،  و توفي بعدها مباشرة حزنا و كمدا  ، لا أدري الكثير عن تلك العلاقة العاطفية،  و لكن أمي كانت تهجر النوم أياما حتى يعود أبي من أسفاره ، و أعين أبي الزرقاء الصافية لم تبرح وجه أمي في كل عودة،  و هذا هو الحب الذي أدركت وجوده في آخر مراحل حياتي ...حب خجل و لكنه نقي
....
فلنعد إلى بؤسي ، في ذلك اليوم  ارتديت العديد من الجواهر البراقة ، قامت الخادمات بتصفيف شعري ليليق بذلك التاج اللامع، و ارتديت فستانا تقليديا توارثته عائلة أرنولت،  كنت أنبل امرأة حينها و أيضا كنت ذاهبة لأغدو الأكثر نبالة على الإطلاق،  حينها صدقا لم أكن أهتم لأمر آرثر ، كان شابا أشقر الشعر ، قرمزي العيون كعادة أفراد عائلته،  لم أعرف الكثير عنه  سوى من الحفلات الرسمية التي كنت فيها شريكة رقصه دوما،  لم أدرك وجود جانبا آخر لم يظهره سوى لحبيبة فؤاده " ماريا" ، و لكني الملكة دوما ، و هو الملك بلا شك ، لم سأهتم بأمر جانبي آخر ؟  ، و ما بين قمع المشاعر و تأخر فهمها خسرت الكثير ....

...
يتبع

فوضى الحواس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن