بداية النهاية

5 0 0
                                    

ذهبت للقصر الملكي الشاهق ، أعمدته من الرخام ناصع البياض مزين ببعض من الذهب و الياقوت ، حتى النوافذ تبرق لامعة ، يتخلل هذا المشهد حدائق شديدة الخضرة كثيرة  الأزهار تسر العين و النفس على حد سواء ، نظرت لهذا المكان نظرة المشتاق إلى بيته و ليس كالغريب المدعو ، لطالما أيقنت أن  هذا القصر ملكي لي لا  لأحد آخر ، المرأة الأكثر نبالة دوما ما تشغل هذه المقاعد ، هذه المرأة أنا بلا شك،  و لهذا دخلت واثقة متباهية كالطاووس،   لا داعي لذكر أن كل الأعين اتجهت نحوي ، و الكثير تسارع على تحيتي كولية العهد أولا و كأميرة الدوقية ثانيا  ، زهو و حبور يتضح على محياي،  لقد كرست عمري لأجل هذه اللحظة و حسب ، هذا ما شعرت به ، و هذا ما أندم عليه
...
جاءت الامبراطورة الأرملة لتترأس كلمة الحفلة قائلة

" يا شعبي العظيم،  اليوم أزف إليكم أخبارا مفرحة ، اليوم يلتقي شقي المملكة، تتوحد الدوقية مع العائلة الملكية إلى الأبد  كاجتماع مفاجئ للشمس و القمر ،  هنا و الآن  تغدو ريزا أرنولوت خطيبة ولي العهد رسميا و يتقرر الزواج في عدة أسابيع قادمة،  رحبوا بالملكة القادمة "
....

قد يسخر البعض منكم من تعظيم مكانة الملكة كثيرا،  كأنها تساوي سلطة الملك،  و لكنها جزء من الحقيقة،  نحن مملكة محافظة،  حيث لا يمكن للملك اتخاذ محظيات ، أكثر ما يمكن أن تناله امرأة هي أن تغدو عشيقته، و إن أنجبت طفلا ينزع منها و يترك للملكة لتنظر في شأنه و إن شاءت اعترفت به ، و إن لم ترد يصبح بارونا احتراما للدماء الملكية التي تسري بداخله ، هنا يصبح الملك تحت رحمة الملكة،  مع الكثير من الغضب الشعبي بالطبع،  يستثنى من هذا عدم وجود ولي عهد من الملكة،  حينها يصبح الطفل ولي العهد مؤقتا و تكرم أمه بلقب البارونة، و لكن لا ينسب الطفل لها ، بل للملكة دوما،  و هذا التقليد لا يعود لتقدير المملكة للنساء أو ما شابه ، بل لان الملكة غالبا ما تكون أميرة بلاد أخرى او من بنات الدوقية،  فهذا الامتهان يغضب عائلتها مما يشعل الكثير من المشاحنات فيما بعد "
...
يتبع

فوضى الحواس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن