الفجوة

0 0 0
                                    

قد تكون الآمال مؤلمة ، و لكن الأكثر فجاعةأن يسلب منك الأمل و يعطيك الدهر صفعة موجعة ، في تلك الفترة دوما ما رأيت نفسي ناقصة،  امرأة لم تقترب من الكمال حتى،  كيف لامرأة و ملكة في آن واحد ألا ترزق بطفل؟ كيف تجرؤ على ترأس سائر النساء و هي غير قادرة على فعل تقوم به أحط الساقطات شأنا ؟ ، هذا ما دار في خلدي،  و هذا ما تبجحت به الدوقة امامي  و كذلك ما تهامست به اللجان الملكية في غيابي ؛ و لهذا ظننت أن آرثر سيحبني أخيرا ، لأني رزقت بطفله و ها قد غدوت امرأة مكتملة الأركان،  و ذلك كان أملي الأول و خطيئتي التالية ،
مع اني كنت على يقين في إحدى ثنايا قلبي بأن ماريا لم  تكن  يوما نزوة لملك لعوب و لكني آثرت الكذب على نفسي و مما عزز تلك الثقة الكاذبة ظهور خلافاتهم على السطح

...

يبدو أن ماريا كانت جريحة الفؤاد لأن آرثر زارني كثيرا في تلك الفترة ،  تدخل الخادمات بأرقى و أندر الهدايا و المجوهرات،  تقام الاحتفالات في الشارع و يهتف الحشد بأن ربيع المملكة  قد أتى أخيرا ، و لكنها كرهت بشدة تعلق ليون بي أكثر من ذلك كله  ، و مقتت أنها غدت مجهولة الهوية له منذ اللحظة الأولى،  اشتاطت غضبا حينما هددت عائلتي حياة ليون و مع ذلك وقف آرثر صامتا مكانه ،  و لانها لم تقدر على رؤيته الا متخفيةمن حين لآخر،  فقط حين يتم الثانية عشر سيتم إخباره بالحقيقة و حتى ذلك الوقت يجب عليها ابتلاع آلامها ،  لا أنكر أنني شعرت بنوع من لذة الانتصار ، سأغدو امرأة مكتملة ، أنجب ولي العهد القادم،  تتصاعد المشاكل بين آرثر و امرأته و استحوذ على قلبه أنا في النهاية ،
لكنه كان أملا أجمل من أن يتحقق،  كان حلما سخيفا إن صح القول ، فأنا لم اكتمل يوما رغم انجابي لولي العهد ، و شرارة حبهما لم تخبو حتى بعد أن غدت امرأة رجل آخر ، و لهذا قصة طويلة أقصها عليكم فيما بعد
.....

لعلك تتسائل عن حدث اليوم؟ ، حسنا ، إنها مجرد نزهة مع آرثر  بعد أن تصالحنا بشأن ماريا و فريدريك  ، و أيضا بعد أن اشتد على الارهاق و رغبت في بعض من  الهواء النقي

....

أعمدة القصر البيضاء تعكس أشعة الشمس ، حديقة متشابكة أشجارها و عصافير تغرد بلا هوادة ، مظلة ثقيلة يحملها زوجي لأجل كلانا و ابتسامة صادقة من قلبه  ، نعم لم أسهب في وصف الحديقة ؛ لأنني كنت غارقة في سحر عيونه القرمزية المميزة للعائلة الملكية ، وددت كثيرا حينها لو يحصل طفلي عليها،  و بالطبع أكثر ما رغبت به حينها أن يحبني آرثر كما أحببته ، قاطع هيامي بابتسامة صافية و أردف

" آسف ريزا بشأن شجاري مع فريدريك حينها ، لم أكن أدري أنك حبلى و ترهقين بسهولة،  فقط حاولي الاستماع معي اليوم "
..
" لا بأس سموك،  لقد حافظت على كرامة كلينا بفعلك الحكيم حينها،  فقط فلننس تلك الصغائر التي لا تليق بمن هم مثلنا "
...

" آسف مجددا بشأن ذلك الموضوع المعكر للمزاج،  فقط لست رائعا مثلك لأتصرف بحكمة و دون حقد بعد مشكلة كهذه،  أنت رائعة ريز "
..

ابتسمت بوهن قائلة
" لا بأس سموك ، أنت أيضا رجل رائع "
...

يبدو أن تلك المحادثة القصيرة كنا نقصد كل كلمة نحيلة بها  ، أنا أراه رجل ساحر بابتسامة مشرقة،  و هو يراني ملكة مدهشة ذات نبالة لا حصر لها  ،  أنا أراه كرجل و هو يراني كشريك عمل موثوق،  و تلك كانت حياتنا
....

مازلت أذكر امساكه اللطيف ليدي حينما شارفت على السقوط

" أحذري ريزا  ، أأنت بخير؟ ، أتريدين الإستراحة قليلا ؟ ، سأطلب بعض المرطبات"

....
   أبصرت ماريا تحدق في حسد من تلك الشرفة العالية  ،  و هذا ما جعل مشاعري أكثر اشتعالا ، أنا ملكته و امرأته الشرعية دوما ،  و هذا جعلني أخال أننا في منافسة شرسة  ، بينما أنا لم أطرق أبواب قلبه يوما 
...
و هذه هي قصتي لليوم

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 18 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

فوضى الحواس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن