قد تكون الآمال مؤلمة ، و لكن الأكثر فجاعةأن يسلب منك الأمل و يعطيك الدهر صفعة موجعة ، في تلك الفترة دوما ما رأيت نفسي ناقصة، امرأة لم تقترب من الكمال حتى، كيف لامرأة و ملكة في آن واحد ألا ترزق بطفل؟ كيف تجرؤ على ترأس سائر النساء و هي غير قادرة على فعل تقوم به أحط الساقطات شأنا ؟ ، هذا ما دار في خلدي، و هذا ما تبجحت به الدوقة امامي و كذلك ما تهامست به اللجان الملكية في غيابي ؛ و لهذا ظننت أن آرثر سيحبني أخيرا ، لأني رزقت بطفله و ها قد غدوت امرأة مكتملة الأركان، و ذلك كان أملي الأول و خطيئتي التالية ،
مع اني كنت على يقين في إحدى ثنايا قلبي بأن ماريا لم تكن يوما نزوة لملك لعوب و لكني آثرت الكذب على نفسي و مما عزز تلك الثقة الكاذبة ظهور خلافاتهم على السطح...
يبدو أن ماريا كانت جريحة الفؤاد لأن آرثر زارني كثيرا في تلك الفترة ، تدخل الخادمات بأرقى و أندر الهدايا و المجوهرات، تقام الاحتفالات في الشارع و يهتف الحشد بأن ربيع المملكة قد أتى أخيرا ، و لكنها كرهت بشدة تعلق ليون بي أكثر من ذلك كله ، و مقتت أنها غدت مجهولة الهوية له منذ اللحظة الأولى، اشتاطت غضبا حينما هددت عائلتي حياة ليون و مع ذلك وقف آرثر صامتا مكانه ، و لانها لم تقدر على رؤيته الا متخفيةمن حين لآخر، فقط حين يتم الثانية عشر سيتم إخباره بالحقيقة و حتى ذلك الوقت يجب عليها ابتلاع آلامها ، لا أنكر أنني شعرت بنوع من لذة الانتصار ، سأغدو امرأة مكتملة ، أنجب ولي العهد القادم، تتصاعد المشاكل بين آرثر و امرأته و استحوذ على قلبه أنا في النهاية ،
لكنه كان أملا أجمل من أن يتحقق، كان حلما سخيفا إن صح القول ، فأنا لم اكتمل يوما رغم انجابي لولي العهد ، و شرارة حبهما لم تخبو حتى بعد أن غدت امرأة رجل آخر ، و لهذا قصة طويلة أقصها عليكم فيما بعد
.....لعلك تتسائل عن حدث اليوم؟ ، حسنا ، إنها مجرد نزهة مع آرثر بعد أن تصالحنا بشأن ماريا و فريدريك ، و أيضا بعد أن اشتد على الارهاق و رغبت في بعض من الهواء النقي
....
أعمدة القصر البيضاء تعكس أشعة الشمس ، حديقة متشابكة أشجارها و عصافير تغرد بلا هوادة ، مظلة ثقيلة يحملها زوجي لأجل كلانا و ابتسامة صادقة من قلبه ، نعم لم أسهب في وصف الحديقة ؛ لأنني كنت غارقة في سحر عيونه القرمزية المميزة للعائلة الملكية ، وددت كثيرا حينها لو يحصل طفلي عليها، و بالطبع أكثر ما رغبت به حينها أن يحبني آرثر كما أحببته ، قاطع هيامي بابتسامة صافية و أردف
" آسف ريزا بشأن شجاري مع فريدريك حينها ، لم أكن أدري أنك حبلى و ترهقين بسهولة، فقط حاولي الاستماع معي اليوم "
..
" لا بأس سموك، لقد حافظت على كرامة كلينا بفعلك الحكيم حينها، فقط فلننس تلك الصغائر التي لا تليق بمن هم مثلنا "
..." آسف مجددا بشأن ذلك الموضوع المعكر للمزاج، فقط لست رائعا مثلك لأتصرف بحكمة و دون حقد بعد مشكلة كهذه، أنت رائعة ريز "
..ابتسمت بوهن قائلة
" لا بأس سموك ، أنت أيضا رجل رائع "
...يبدو أن تلك المحادثة القصيرة كنا نقصد كل كلمة نحيلة بها ، أنا أراه رجل ساحر بابتسامة مشرقة، و هو يراني ملكة مدهشة ذات نبالة لا حصر لها ، أنا أراه كرجل و هو يراني كشريك عمل موثوق، و تلك كانت حياتنا
....مازلت أذكر امساكه اللطيف ليدي حينما شارفت على السقوط
" أحذري ريزا ، أأنت بخير؟ ، أتريدين الإستراحة قليلا ؟ ، سأطلب بعض المرطبات"
....
أبصرت ماريا تحدق في حسد من تلك الشرفة العالية ، و هذا ما جعل مشاعري أكثر اشتعالا ، أنا ملكته و امرأته الشرعية دوما ، و هذا جعلني أخال أننا في منافسة شرسة ، بينما أنا لم أطرق أبواب قلبه يوما
...
و هذه هي قصتي لليوم
أنت تقرأ
فوضى الحواس
Kısa Hikayeأيلاحق المرء عمره ؟ ، لا أدري، و لكنني أحاول، أردت تخليد هذه الذكرى حتى لا يندثر كل شيء عني خلف صفحات التاريخ الجوفاء ، يتعلم المرء الكثير عن تاريخ العائلة الملكية هنا ، و لكنه لا ينال منهم سوى بعض الأمجاد المكتوبة بدقة سابقا ، أردت أن أكون ر...