حاجز الفصل

4 0 0
                                    

أتذكر الرقصة الأولى بيني و بين آرثر  حينها ، كان رجلا لطيفا مبتسم المحيا ، قاد الرقصة كأي رجل نبيل  مراع ، الأضواء كلها حولنا ، انتباه الجميع مركز نحونا ، نشوة  لا تنتهي  ، عاملني بإحترام حتى دلفنا إلى شرفة بعيدة تمتاز ببعض من الخصوصية على ما يبدو ، دار بيننا حوار قصير طعني فيه بكلماته الآخاذة ، جعلني أدرك أنني امرأة غير مرغوب بها على أي حال ، صدمتي الأكثر ألما ، لطالما رآني آرثر كملكته لا كامرأته ،  و حياتنا فيما بعد أكبر دليل على ذلك ، مازلت أذكر تلك الجمل المليئة بمرارة الخيبات

..
" أهلا آنسة أرنولت ، أعتذر حقا على أخذ البعض من وقتك،  لكني أودك أن تعلمي بإحترامي لك بشدة ، بالتأكيد أنت امرأة رائعة و المملكة محظوظة بوجودك كملكتها،  عدا الحب أستطيع تقديم كل شيء لك،  آسف مجددا ، قد تعلمين بعض الأشياء الغير سارة قريبا،  لكن أرجو منك التفهم ، و أنا أيضا لا أتوقع منك حبي على أي حال ، فلنكن شركاءا جيدين رجاءا " ، ثم ابتسم مردفا " أيمكنني مناداتك باسمك الاول كعربون صداقتنا ؟ "
...
أردفت ببسمة مقتضبة
" بالطبع جلالتك ، نحن نتزوج لأجل مملكتنا دوما ، الحب لا يناسب الملوك ، فلندخل إلى القاعة؛  فالجميع ينتظرنا "
...
نظر إلى متفهما ثم ذهب ليكمل أمسيته مع الرجال،  و الحق أن الوحيدة التي كانت تنتظرني هي عشيقته الصهباء ، البارونة ماريا،  كانت امرأة ناصعة البياض،  ذات عيون عسلية صافية و شعر مموج لامع ، لوهلة تخيلتها بتاج و نظرة شامخة ، تلك هي المرأة التي سلبتني حياتي و سلبتها حبيبها ، سارت مقتربة نحوي و أشارت إلى الشرفة التي دلفتها منذ قليل،  يبدو أنني من قاطعت أمسياتهما الرائعة على أي حال
...
قطعت الصهباء ذلك الصمت العريض قائلة
" آسفة جلالتك،  أنا أحب آرثر و هو يهيم بي ، ذلك الزواج عبارة عن علاقة تعاقدية لأجل المملكة لا أكثر،  و الحق أن آرثر مجبر عليه،  لذا ارجو منك مساعدتنا و الفسخ بنفسك...لك كل الاحترام جلالتك "
....

ابتسمت بسخرية واضحة و أردفت بكبرياء
" عزيزتي البارونة،  أنت لن تصبحي ملكة أبدا حتى و إن اندثرت أنا ، أنت نبيلة بالكاد ، آدابك ضحلة و عائلتك شديدة الهوان ، ستغدو المملكة أضحوكة إن صرتي محظية حتى ، و مع ذلك حتى المحظية أمل بعيد عليك ، ستغدين عشيقة حتى يذبل جمالك و تضيع خصوبتك ، لن تتزوجي من رجل نبيل محترم لأنك مجرد عشيقة للملك  ، و حتى عند انجابك، أنا من أحدد مصير أطفالك ، لا مستقبل لك معه ، فقط الماضي و الكثير من الخيبات ، أنا أنصحك بقلب رحيم ، كونك حبيبته هو بؤس خالص لك و  لاطفالك،  حتى و إن لم أكن انا الملكة ، و لكنها أنا للأسف"
...
" أتدرين عزيزتي الصهباء ؟ ، لم لم يتنازل حبيبك عن العرش لأخيه لأجلك ؟ ، لأنه ولي العهد ، قد يحبك كثيرا ، لكنه يفكر كملك و سيتصرف كملك،  و لا يبدو أنه  يراني كملكة غير صالحة،  هو فقط وضعك في مقعد العشيقة...و هذا اتفاقنا"

فوضى الحواس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن