مشاعري الحقيقية

4 0 0
                                    

استيقظت بدوار شديد ، ألم لا يحتمل في ساعدي،  أردت الصراخ و البكاء ، و لكنني خفت ألا أجد كتفا يضمني،  نظرت إلى المرآة فوجدتني مشوهة الأيدي و الرقبة ، غدوت امرأة مريعة الهيئة و الجوهر،  جل من يهتم لأمري طفل أنقذت حياته و أخ عاملته بجفاء ،  تلك اللحظات كانت و لازالت جرحا غائرا في قلبي ،   أدركت حقا كم الوحدة  الذي أعانيه ، أكاد أجزم أن الخدم لا يهتمون بحياتي أو بموتي،  دوما ما كنت امرأة قاسية و وحيدة و شديدة التعاسة ، لا يحبها زوجها و لا يلتفت إليها شعبها ، فقط صورة تزين كتب التاريخ  ، عزائي الوحيد أن ليون أحبني حقا،  جعلني عرابة طفلته اللطيفة و لطالما زارني في مرضي و صحتي ، إيلياس أيضا كان شديد السخط لأجلي   ، ربما لم يكن حنونا كليون لكني أجزم أن الغضب لمن تحب هو أعتى درجات الحب ، سيرا هي أكثر أولادي شبها بي ، لم أعلم ماهية شعورها يوما،  كانت اميرة مثالية ، تزوجت لتضع حدا للحرب ، و بقيت في بلاد زوجها ، لم يصلنا اي خبر منها إلا عند حملات إيلياس  التوسعية ، أحدثكم عن إيلياس و مصائبه لاحقا ،  و أخيرا عزيزي فريدريك الصغير ،  يشبه خاله تماما  عدا مقلتيه القرمزية كوالده،  أحدثكم عن أولادي لاحقا أيضا ، فلدينا متسع من الوقت ، فلنعد إلى خطنا الزمني إذا ،

..
حينها دخل آرثر،  يبدو أنه كان ينظم الخدم او ما شابه ، نظر إلى بنظرة حانية ثم احتضني ، ضاقت الغرفة الشاسعة،  ذاب جليدها بأسره ، كنت على وشك البكاء ، للمرة الأولى استشعرت أهميتي لدي آرثر ، حتى و إن كان ذلك بسبب إنقاذي لطفله،  سألته عن ليون في توأدة ، ذلك الصغير أرقني بشدة،  أردت رؤيته في الحال لكني شعرت بالحرج من آرثر ، فتكلمت بتعال كعادتي
...
كانت هذه الليلة هدوء ما قبل العاصفة ، بعدها جاءت زيارة أمي و خبر حملي الذي أرق المملكة كلها ،  و من ثم رزقت بسيرا فاشتدت الخلافات حدة
...
يتبع

فوضى الحواس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن