خطيئتي الأولى "قمع ريز الدافئة"

9 0 0
                                    

ربما أثار العنوان اهتمامك ، لكن عدم فهمي لجوهر حب العائلة هو خطيئتي الأولى ، و هنا يهاجمني فوج من الذكريات الدافئة المؤلمة لقلبي ، انتقيت لك إحداها  ، أتذكر هروب أخي الأكبر من دروس الرماية لأجل مقابلتي  ، كنت طفلة قصيرة هزيلة إلى حد كبير ، لذا كنت ضئيلة الحجم بجانبه دوما إلى وقت قريب ،  يبدو أنني نسيت أن أحدثك عن أخي !، هلم إذا ، فريدريك هو الوجه الآخر للدوقية،  لين القلب و كثير الرأفة ، ابتسامته أكثر دفئا من أشعة النهار الصيفية ، أشقر الشعر و في عينيه زرقة ساحرة،  لم يسمح لأي تقليد ملكي بأن ينال من لطفه مع الخدم و العامة  ،  و رغم ذلك كان فارسا موهوبا بحق ، لا يقارعه امرؤ و يخرج منتصرا   ، مع ذلك كنت أراه أهوجا يقتل هيبته في مهدها ، غير مسئول و كثير التهرب من واجباته  و رغم ذلك الحكم القاس لكن عذوبة نطقه ل " ريز " ، ملأت فؤادي سعادة و حبورا،  في ربيع طفولتي البعيد و في يوم هرب فيه أخي من درس الرماية - و ما أكثر أيامه _ ، أخذ حصانا أصيلا بني اللون  شاهقا  _ أثار في بعضا من الإعجاب و الكثير من حب المغامرة و إن كابرت _، و انطلق حاملا لي في وسط غابة قصرنا  ذات الأشجار المتشابكة ، و حينما وصلنا إلى وجهتنا  ، دارت بيننا محادثة قصيرة كنت شديدة التذمر فيها
..
" فريدريك،  ألا ترى أنه وقت درسي؟ ، و كيف لرجل نبيل مثلك اختطاف الآنسات في وضح النهار ؟!"
.

" حسنا أميرتي النبيلة، ألم تتعلمي يا عزيزتي محاكاة الخاطف فيما يريد حتى لا يصيبك أذى ؟ "
...
" التزم الصمت  ، لم نحن هنا في المقام الأول؟"
..
" أألتزم الصمت أم أجيبك يا ريز؟ " ، ثم سحب يدي ليريني تلك الأرنبة الذي أنقذها من بطش معلم الرماية ، و لأبصر بعضا من أطفالها الخجولين، 
ابتسمت حينها ، لا من فرط لطافة الأرانب،  لكن لأنه آثر أن يوبخ على أن أكمل دروسي لعشر ساعات متصلة "  و حينها أحببت لفظة ريز من صميم فؤادي ، و لم أدرك ذلك إلا متأخرا  ،
و فهمي المتأخر للشعور الإنساني هو خطيئتي الثانية

فوضى الحواس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن