{ صينيةُ فطيرة التفاح }

161 83 14
                                    

وَقَفْتُ أَمَامَ بَابِ المَخْبَزِ لِبُرْهَةٍ ، أَخَذْتُ نَفَسًا عَمِيقاً ، ثُمَّ فَتَحْتُ البَابَ بَيْنَمَا كُنْتُ أَشُدُّ عَلَى مِقْبَضِهِ النُّحَاسِيِّ اللَّامِعِ ، وَ دَخَلْتُ أَخِيرًا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

وَقَفْتُ أَمَامَ بَابِ المَخْبَزِ لِبُرْهَةٍ ، أَخَذْتُ نَفَسًا عَمِيقاً ، ثُمَّ فَتَحْتُ البَابَ بَيْنَمَا كُنْتُ أَشُدُّ عَلَى مِقْبَضِهِ النُّحَاسِيِّ اللَّامِعِ ، وَ دَخَلْتُ أَخِيرًا ...

وَ حَالَمَا أَصْبَحْتُ بِالْدَّاخِلِ بِالفِعْلِ ، لَمْ يَشْغَلْ تَفْكِيرِي شَيْءٌ ، عَدَا البَحْثِ عَنْ توماس ، فَأَلْقَيْتُ نَظْرَةً سَرِيعَةً عَلَى المَكَانِ وَ لَكِنَّنِي لَمْ أَرَهُ ، إِلَّا أَنَّ عَيْنَيَّ بَلْ وَ كُلُّ حَوَاسِّي قَدْ تَنَبَّهَتْ لِجَمَالِ المَخْبَزِ .. جُدْرَانُهُ مِنَ الطُّوبِ الأَبْيَضِ الصَّغِيرِ ، مَعَ أَعْمِدَةٍ خَشَبِيَّةٍ ، وَ كَانَ هُنَاكَ الكَثِيرُ مِنَ الأَرْفُفِ الَّتِي تَرَاصَّتْ عَلَيْهَا المُعَجَّنَاتُ وَ الفَطَائِرُ الحُلْوَةُ بِشَكْلٍ جَعَلَ مِنْ مَظْهَرِهَا شَهِيًّا لِلْغَايَةِ !

كُنْتُ فِي حَالَةِ إِعْجَابٍ وَ لَمَعَتْ عَيْنَايَ كَمَا لَوْ كَانَتَا تَتَلَأْلَأْ ، وَ بَيْنَمَا كُنْتُ كَذَلِكَ تَقَدَّمَ الخَبَّازُ العَجُوزُ نَحْوِي لِيُرَحِّبَ بِي بِشَكْلٍ وَدِّيٍّ وَيَسْأَلَنِي عَمَّا أُرِيدُ طَلَبَهُ ،

فَقَالَ : " مَرْحَبًا بِكِ ، مَا الَّذِي تُحِبُّهُ الآنِسَةُ الصَّغِيرَةُ؟ "

فَتَعَلْثَمْتُ فِي رَدِّي حَيْثُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ مُنْتَبِهَةً لَهُ حَقًّا ، " ك.. كُلُّ شَيْءٍ يَبْدُو لَذِيذًا، لَا أَعْلَمُ بَعْدُ يَا سَيِّدِي "

فَصَمَتَ فِي تَعَجُّبٍ ثُمَّ سَأَلَنِي بِصَوْتٍ وَدِيعٍ : " إِنْ لَمْ يَخِبْ تَقْدِيرِي فَإِنَّ الآنِسَةَ، إِمَّا رَحَّالَةٌ أَوْ مُسَافِرَةٌ جَاءَتْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ وَانْتَهَى بِهَا الأَمْرُ فِي مَخْبَزِنَا المُتَوَاضِعِ "

visionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن