{سبيكة الذهب الوحيدة¹}

123 68 14
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


[ في الدَّيْر ]

بَعْدَ لَيْلَةٍ مَرَّتْ بِثِقَلٍ عَلَى رُوحِي ... اسْتَيْقَظْتُ عِنْدَ الْفَجْرِ ... الْجَوُّ بَارِدٌ وَ رَطْبٌ قَلِيلًا ، لَمْ تَكُنْ الشَّمْسُ قَدْ أَشْرَقَتْ وَ لَكِنَّ نُورَهَا أَضَاءَ الْمَكَانَ بِخُفُوتٍ .

خَرَجْتُ مِنْ الْغُرْفَةِ لِأَجِدَ تُومَاسْ صَاحِيًا بِالْفِعْلِ ؛ يُنَظِّفُ فَوْضَى حَادِثَةِ الْأَمْسِ .

هُدُوءُ الْمَكَانِ جَعَلَ اللَّحَظَاتِ الْقَلِيلَةَ الَّتِي وَقَفْنَا فِيهَا نُنَاظِرُ بَعْضَنَا الْبَعْضَ ، مُرْبِكَةً إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ .

" صَبَاحُ الْخَيْرِ دُومِي "

هَكَذَا قَالَ بِابْتِسَامَةٍ صَغِيرَةٍ وَ دَافِئَةٍ كَمَا يَفْعَلُ دَائِمًا ، فالبرغم مِنْ نَظَرَاتِ عَيْنَيْهِ الَّتِي كَشَفَتْ مَا حَاوَلَ دَسَّهُ مِنْ تَسَاؤُلَاتٍ ، فَهُوَ لَمْ يَنْزِعْ ذَلِكَ الْوَجْهَ الْمُبْتَسِمَ أَبَدًا ،

رَدَدْتُ بِهُدُوءٍ :

" صَبَاحُ النُّورِ "

ثُمَّ تَقَدَّمْتُ لِمُسَاعَدَتِهِ ، بَيْنَمَا هُوَ ظَلَّ صَامِتًا تَمَامًا .

فَبَادَرْتُ بِسُؤَالِهِ بِنَبْرَةٍ هَادِئَةٍ مُتَعَجِّبَةٍ :

" كَيْفَ لَكَ أَنْ لَا تَسْأَلَ أَبَدًا عَمَّا حَدَثَ ؟! "

فَارْتَبَكَ قَلِيلًا وَ شَدَّ عَلَى الْمِكْنَسَةِ ، ثُمَّ قَالَ :

" كُنْتِ خَائِفَةً لِلْغَايَةِ بِالْأَمْسِ ، لِهَذَا لَمْ أَشَأْ ازْعَاجَكِ وَ تَذْكِيرَكِ بِالْأَمْرِ هَذَا الْيَوْمَ "

visionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن