I decided to go on a trip since I received consolation money

الفصل الخامس عشر: السعادة الحقيقية

ليلة بعد ليلة، جلس الرجل خارج مقهى متواضع بالقرب من ميناء بافامزيا، والذي يمكن العثور عليه بعد الانعطاف إلى زقاق صغير من الشارع الرئيسي. 

لم يبدأ في التردد إلى هذا المقهى إلا مؤخرًا. 

كان الرجل ذو الشعر الأسود الداكن والعيون الزرقاء الساطعة يطلب كوبًا من ماء النعناع دون تغيير، ويجلس على طرف مقاعد الشرفة. 

حاول صاحب المتجر، الذي أدرك هوية الرجل الحقيقية، أن يقدم له شرابًا، لكنه في كل مرة كان يرفض بأدب. بدلاً من ذلك، كان يقضي وقته إما في النظر إلى الكتاب الذي أحضره معه أو يركز انتباهه على نهاية الزقاق، الذي كان مضاءً بخفوت بضوء الليل. 

كان المقهى يقدم الكحول في المساء، لذا كان صاخبًا إلى حد ما ويصبح مكانًا للتواصل الاجتماعي. 

ومع ذلك، لم يجرؤ أحد على الاقتراب من الرجل الذي كان يجلس مرتاحًا في الخارج، وقد طوى ساقيه الطويلتين، ويبدو كأنه ينتظر شخصًا ما. 

كان طويل القامة وذو بنية جسدية واضحة من التدريب المكثف، وله حضور مهيب لدرجة أن مجرد انحنائه على كتابه كان كافيًا لجذب انتباه الناس. 

كانت المنطقة المحيطة بمقعده دائمًا مزدحمة بالزبائن الإناث، اللواتي يرمقنه بنظرات حب وإعجاب. 

لم يستجب الرجل لأي منهن، بل كانت لديه هالة من البرود، يرفض بها الناس من حوله بصمت دون إظهار أي ضعف أو تردد. 

بعد حوالي ثلاثين دقيقة من جلوس الرجل، جاء شاب يجري من الطرف المقابل للزقاق واتجه نحوه. 

كان لديه جسد طويل ونحيف مميز، ولكن بخلاف ذلك، كان شابًا عاديًا مهندمًا يمكن أن تجد أشباهه في أي مكان. 

بمجرد أن رأى الرجل، الذي كان يبدو بلا حياة مثل تمثال جميل، الشاب، تلينت ملامحه. 

ثم جذب الشاب من خصره وهمس بشيء في أذنه. 

"بوركت على عملك اليوم، هل تشعر بالجوع؟" 

"لا، أكلت كثيرًا في العمل... وجيو، ليس عليك أن تأتي لاصطحابي كل يوم." 

"أتيت إلى هنا لأنني أريد ذلك. هل يزعجك الأمر؟" 

سأل جيو، وهو يعطي ريرو قبلة خفيفة على خده. 

"هذا ليس ما قصدته." 

شعر بنظرات الزبائن والمارة، فخفض رأسه في خجل. 

وجود جيو وحده كان كافيًا لجذب الانتباه، ولكن جيو قبله أيضًا بغض النظر عن تواجدهم في الأماكن العامة، مما جعل ريرو يشعر بالإحراج. 

منذ اليوم الذي تبادلا فيه قبلهما الأولى، تم كسر مفهوم احترام المسافة بينهما وبات جيو يطالب بقربه.