١٧| حافة الموت ..

8 2 0
                                    

من السهل اظهار نقطة ضعفي .. لكن من الصعب اخفاءها

لم يكن يومًا سهلًا علي الاعتياد على ذلك ..

التظاهر بالقسوة و انعدام العاطفة .. تلك ليست انا

انا شخص ضعيف امام مصاب الاخرين .. لربما احمل ذنب شيء لم افعله .. فقط لتجنيب الاخرين الحزن و الألم

لذا ان كان شخصًا جيدًا فسيخبرني انه ليس خطأي .. انني لستُ الملامه .. و ان لا علاقة لي بالامر ..

تعايشت مع الامر رغم تألمي ..

بكيت كثيرا في الخفاء لأظهر للجميع بصورة جيده .. بابتسامة واسعة

انهك كثيرا من ذلك .. الابتسام يرهقني

...........

هدأ الوضع .. وتوقف صوت اطلاق النار

رفعت سيريا رأسها ببطئ ولازالت تغطي اذنيها .. تنظر للارجاء بعينان مهتزتان بخوف و اطراف مرتجفة

شعرت بالفزع اكثر لعدم رؤيتها آرتيميس لتفتح الباب دون تفكير بالامر باحثة عنه

ارتجلت بسرعة لتراه ممددا على الأرض يتكئ بظهره على السيارة وتعابيره منكمشة بألم .. شهقت بصوت مرتفع لذلك لتنادي اسمه بقلق : آرتيميس

فتح عيناه متألمًا : لما .. خرجتي !

اقتربت منه وقد لاحظ حدقتيها المهزوزتان ... يديها المرتجفتان و تعابيرها المرتعبه

وضعت يديها على يده التي تضغط على جرحه : ياللهول .. آرتيميس ..انت تنزف

- اهدئي جميلتي .. انا بخير

- كيف ! لا لستَ كذلك

تنهد بشيء من الألم ليبتسم : ساعديني على النهوض فحسب ..

- توقف لا ... سأتصل بالاسعاف

هز رأسه بالنفي : لا تفعلي ذلك .. لنذهب للمنزل

- آرتيميس ...

قالت ذلك بصوت مرتفع بغضب و قد بدأت بالبكاء
قاطعها يتحدث بشكل مفاجئ : انا المصاب هنا فلما تبكين انتِ ؟؟

قال ذلك مصدومًا من دموعها التي انهمرت فجأة لتهز رأسها تخفضه .. ربما لتأخذ راحتها اكثر بالبكاء دون ان يرى عيناها الدامعتان و تعابيرها المضطربة

ارتفعت شهقاتها ايضًا ليشعر بالفزع من ذلك فهذا التحول الذي يراه لم يكن يتصوره

- هي سيريا .. انظري .. الي ..

قال ذلك بصوت هادئ متقطع متناسيًا دماءه التي يفقدها في تلك اللحظة

رفضت الامر مستمرة ببكاءها .. ضغطت على جرحه بسبب رؤيتها لنزيفه المستمر

كان يحاول تهدئتها رغم صعوبة الحديث عليه .. تنهداته المتألمة تجبره على الصمت هو الاخر ..

Empath حيث تعيش القصص. اكتشف الآن