١| معضلة البدء..

55 5 4
                                    

لطالما كان للجسد طرقه الخاصه للتفاعل مع وجوده .. لطرح رؤياه ولتغليب ذاته .. لتوضيح معانٍ كثيرة ومشاعر ضخمة

.. الصحة ، القوة ، النرجسيه ، الحب و الشوق ..وقد خُلق الرقص للتعبير عن قوة الوجود و الحياة ، الركض و الوصول .. السقوط و الضياع وما ضادها..

اتباع أوتار الموسيقى و الشعور بتضحية الجسد للتفريغ عن ما شتته ...

لمدة أعوام قديمة اعتبر الناس الرقص بالشيء الخطير .. فالاقدام الرشيقة الراقصة هي منذر الحرب.. هي من تقرع طبول الحرب و تجر الجيش .. هي من تسبب الدمار الروحي و تلغي السلام ..

وحتى الان ..

لا أزال اعتقد ذلك ... انه اخطر مما قد يكون .. انه مقبره و متاهة لمن لا يفهمه .. لكنه بذات الوقت منفذ و مهرب و مستراح لغيرهم من الناس ..

.......

صدح صوت التصفيق في المكان : احسنتِ .. سيريا 

كان هذا المدرب آداي وهو ينزل من السلالم لمدرجات الجمهور الفارغه في ساحة الرقص .. فقد راقب تدريباتها لليوم

- كان آداؤك جميل .. استمري على هذه الوتيره ستكونين نجمة المسابقة غدا ..

قال ذلك مقترب منها ليصعد المسرح ..

ابتسمت سيريا بخفة لتومئ بينما تحاول التقاط أنفاسها : شكرًا لك 

لطالما كانت ابتاسمتها هادئة .. فمهما حاولت إيضاح مشاعرها فلن تستطيع ..

- قشعر جسدي لمراقبتك فحسب .. 

ابتسمت ذات الابتسامة : لا تحرجني أيها المدرب ..

ضحك الاخر : عليك ان تذهبي الان .. خذي قسطًا كافيا من الراحة  ..

- انت أيضا .. الى اللقاء

........

انه الغروب الجميل .. في تلك المدينة الجميله ..

كانت سيريا تسير بتثاقل على الرصيف حتى وصلت لمحطة الحافلات .. تنهدت لتجلس على الطرف تنتظر وصول الحافله

أخرجت هاتفها من جيبها ثم سماعات اذنها ..

أوركسترا التانغو المنفرده لفرقة سولو تانغو اوركويستا .. كانت ولازالت احد المعزوفات الفنية التي تضمنها لجدول رقصاتها في كل مسابقة قد تخوضها ..

وفي كل مره تنتظر فيها شيء فهي تقوم بالاستماع لها

مزيج من ماضيها وحاضرها لا تعلم كيف تصفه .. امر اصبح اعتيادي بالنسبة لها

كلما شعرت بالحيره .. الضياع .. ورغبه بالهروب أيضا .. تستمع بكل يقين لهذه الأوركسترا ..

.........

في مكان آخر ...

وضع ابرة التشغيل الالماسية على الاسطوانية لتبدأ الموسيقى تصدح في الارجاء ..

Empath حيث تعيش القصص. اكتشف الآن