"لون الشَفَق "
في يوم المقابلة المنتظر، بدت ريمان وكأنها تحولت إلى امرأة ناضجة بكل تفاصيلها ، مزيج من الفاتنة الساحرة والأنثى الهادئة التي تنبض بالرقي . اختارت ثوبًا شتويًا أنيقًا بلون بني دافئ يصل إلى أسفل ركبتيها ، كانت تفاصيله البسيطة تبرز ملامح أنوثتها بهدوء ونعومة. الثوب ضيّق عند الخصر، مما أضفى على مظهرها رشاقةً طبيعية ، بينما انسدل حول ساقيها بأسلوب أنيق ومتقن ، يلتف بحذر حول جسدها ليحفظ لها ذلك التوازن بين الجمال والرزانة.
فوق الثوب، كانت ترتدي معطفًا وبريًا ناعمًا بلون أفتح من البني ، زادها دفئًا ورفعة . كانت أكتافها محاطة بذلك المعطف الذي يبدو وكأنه احتضنها برفق ، مع قوامه الناعم الذي يتماشى مع برودة الشتاء ، مما أعطاها إطلالة حالمة ومكتملة . ساقاها كانتا مغطاتين بجوارب سوداء دقيقة ، تعزز من أناقتها وتضفي لمسة كلاسيكية على مظهرها . أحذيتها ذات الكعب القصير زادت من طولها قليلاً ، ومشيتها بدت كخطوات هادئة ومتزنة، تتماشى مع طبيعتها الفنية الحالمة.
جلست ريمان في المطعم الخارجي ببلدتها ، تحت ظل شجرة اللوز البيضاء التي لم تثمر بعد . كانت الأغصان تلوح بخفة في الهواء البارد، تتمايل كما لو كانت تحاكي انتظاراتها الصامتة . الزهور البيضاء الصغيرة التي تحيط بها بدت وكأنها جزء من لوحتها الخاصة، متمازجة مع جمالها البريء والنقي . جلست هناك ، ممسكة بفنجان قهوة دافئ بين يديها، نظراتها هادئة ومتأملة ، وعيناها تتجولان في المكان وكأنها تبحث عن شيء بعيد لا يزال خارج متناولها.
كان قلبها ينبض بفارغ الصبر . كلما دخل أحد عبر الممر المؤدي إلى المقهى، كانت عيناها الزرقاوان تلتمعان قليلاً ، تتوقع أن يكون هو الرجل الذي أتت لتلقاه . كل وجه جديد مر أمامها حمل معه وميضًا من الأمل، لكنها سرعان ما أدركت أن جميع توقعاتها أخطأت ، وأن الرجل المنشود لم يظهر بعد.
مرّت ساعة ونصف وهي جالسة ، الهواء البارد يلفح وجهها بلطف، والأغصان تواصل حركتها المتراقصة مع الرياح . الوقت بدا وكأنه يتباطأ، والمكان من حولها بات أكثر هدوءًا وعزلة . كانت تشعر بعبء الانتظار يثقل على كاهلها، لكن نظراتها بقيت ثابتة ، محاولة أن تحافظ على هدوئها الخارجي ، بينما في داخلها كان الصبر يتلاشى ببطء.
أنت تقرأ
الغَرِيْـــب المِثَاْلِيْ
Romantikفي فترة تتشابك فيها القيود العائلية مع الخوف من المجهول ، تجد ريمان نفسها أمام قرار والدها العسكري الصارم بالزواج من رجل اختاره لها . كانت خائفة، يائسة، محاصرة بأفكار مظلمة عن مصير مشابه لحياة والدتها التي ذبلت في زواج بلا أمل مع رجل عسكري متجبر. تل...