"اللون اللازوردي "
.كانت إيلينا تسير بخطوات بطيئة عبر الحديقة المضاءة بمصابيح صغيرة خافتة ، تلقي بظلالها على الممرات الملتوية . الهواء البارد كان يلفح وجهها ، والرياح الخريفية تهب بقوة ، مما جعلها تشد الوشاح الصوفي الذي كانت تضعه على ذراعيها ، محاولةً الحفاظ على الدفء. بين يديها كانت تحمل كوبًا من القهوة الساخنة ، يتصاعد منه البخار في الليل البارد ، نظرت إليه بخوف خفيف من أن ينسكب وهي تسير ببطء نحو هاليس الذي كان يتفقد سيارته ، كجزء من مهامه الاعتيادية قبل أن يعود إلى منزله.
ما إن رأى هاليس السيدة إيلينا تقترب حتى اعتدل في وقفته ، عاقدًا ذراعيه أمام صدره ثم خفضها بإيماءة احترام ، قال بصوت دافئ لكنه يحمل حذرًا "مساء الخير، سيدتي." توقف لبرهة ثم أضاف بقلق "ماذا تفعلين هنا؟ الجو بارد ، والرياح لا ترحم."
لكن إيلينا تجاهلت تحذيراته بلطف، وتقدمت نحوه بخطوات هادئة، وناولته كوب القهوة بهدوء . ارتسمت على وجهها ابتسامة دافئة، لكن عيناها كانتا تخفيان شيئًا أكثر عمقًا.
هاليس، الذي بدأ يشعر بما يدور في ذهنها ، أخذ الكوب منها وأومأ شاكرًا، ثم حمحمت هي بخفة ، وكأنها كانت تجمع أفكارها قبل أن تنطق، وقالت بنبرة منخفضة، وهي تتابع النظر إليه "أعلم أنك تعلم بالخبر الجديد... زواج رودولف المفاجئ."
كانت كلماتها تحمل مزيجًا من الفضول والقلق، وكأنها تريد منه أن يؤكد لها ما تعرفه بالفعل، أو ربما يعكس لها شيئًا من الحقيقة التي تظل مبهمة.هاليس ابتسم ابتسامة خفيفة، ينظر إلى السيدة إيلينا باحترام . كان يعلم أن لديها أسئلة كثيرة ، وربما مخاوف، حول هذا القرار السريع الذي اتخذه ابنها.
أومأ هاليس برأسه، مؤكدًا لإيلينا ما قالته ، لكنه أضاف بنبرة محترمة وقاطعة "لن أفصح عن شيء ما دام السيد رودولف لم يصرح بشيء."
كانت نبرته تلك كافية لتقطع عليها أي أمل في الحصول على المزيد من المعلومات . فهي تعرف تمامًا أن هاليس لن يبوح بشيء ، مهما حاولت.
نظرت إليه بعينيها الدافئتين البريئتين ، تتساءل بنبرة لينة لكنها محملة بالتوتر "هل يحبها أم أن هذا مجرد زواج مدبر؟ هل يقوم بهذه الخطوة فقط لأنني بدأت في البحث عن زوجة له؟"
أنت تقرأ
الغَرِيْـــب المِثَاْلِيْ
Romanceفي فترة تتشابك فيها القيود العائلية مع الخوف من المجهول ، تجد ريمان نفسها أمام قرار والدها العسكري الصارم بالزواج من رجل اختاره لها . كانت خائفة، يائسة، محاصرة بأفكار مظلمة عن مصير مشابه لحياة والدتها التي ذبلت في زواج بلا أمل مع رجل عسكري متجبر. تل...