" اللون السُكَريْ المَكسُوْر "
Rudolph pov ....
جلستُ في ركن الأريكة الواسعة ، أستعيد تفاصيل الصباح بهدوء، بينما يخيّم الليل البارد على الأرجاء، كأنّ صقيعه يتسلل إلى الداخل دون استئذان . التفتُ بنظري نحوها ؛ كانت تتحرك بتؤدة في المكان، وقد اختارت تجاهلي بوضوحٍ مثير ، تحاول رسم حدودٍ وهميةٍ بيننا، تُلغي بها ما حدث قبل ساعات . لكنني أراها بوضوح ، أدقق في كل حركة وكل تفاصيل وجهها ، في عينيها الزرقاوتين اللتين امتلأتا ارتباكًا ، ربما برغبة خافتة ، أو بشيء أبعد من هذا كله.
أشعر بحرارة جسدي تتصاعد من جديد كلما تذكرت تلك القبلة التي ختمت بها صباحنا ، تلك اللحظة التي امتزجت فيها شفاهنا برغبة، كأنّها كانت نقطة وصلٍ تلتقي فيها كل مشاعرنا ، بلا كلماتٍ ولا حواجز. قيدتها حينها بين ذراعيّ ، لم أمنحها فرصةً للتملّص أو للهروب . كنتُ أراها تتملص من قبضتي، لكنها كانت في نفس اللحظة تستسلم تمامًا، كأنها انصهرت في تلك القبلة العميقة ، وكأنني أخذتُ منها كل أنفاسها. والآن، هذا الصمت بيننا، هذا التجاهل المتعمد منها ، لا يزيدني إلا رغبةً في تكرار تلك اللحظة.
كانت ترتدي نفس الثوب الحريري الأخضر المخملي ؛ ذلك الثوب الذي يلتف حول جسدها كأنه مصمم لاحتضان كل تفصيلة ، كل انحناءة، وكأنّها تعلم تمامًا تأثيره عليّ . أتابعها بعينيّ في كل خطوة تخطوها أمامي ، كل مرة تحرك فيها ذراعها أو تدير وجهها ، تزرع بذور رغبة لم تكن تعي مدى قوتها علِيْ . ذلك الثوب كاد يكون استفزازًا ناعمًا لي، بلونه الأخضر العميق، الذي يضفي على بشرتها لونًا دافئًا ناعمًا تحت إضاءة الغرفة ، بل ويُبرز جمال ساقيها الناعمتين حينما تنساب خطواتها في المكان.
صرتُ أراقبها بعينيّ الخضراوين التي أتوقع أنها تخشى مواجهتهما الآن، أو ربما تتجنبهما عمدًا . هناك نظرة في عينيّ ، أعلم أنها تتجاوز مجرد الفضول، نظرة تجعلني أبدو وكأنني ألتهم ملامحها ، كأنّني أنظر إلى عمق روحها ، إلى ارتباكها الخفي خلف محاولات الهرب البريئة تلك . أعلم أنها تشعر بثقل هذه النظرات ، تعي تمامًا ما أريده وما يجعلني لا أرفع نظري عنها.
أنت تقرأ
الغَرِيْـــب المِثَاْلِيْ
Roman d'amourفي فترة تتشابك فيها القيود العائلية مع الخوف من المجهول ، تجد ريمان نفسها أمام قرار والدها العسكري الصارم بالزواج من رجل اختاره لها . كانت خائفة، يائسة، محاصرة بأفكار مظلمة عن مصير مشابه لحياة والدتها التي ذبلت في زواج بلا أمل مع رجل عسكري متجبر. تل...