٧ ~ "أُحب إسبانيا .."

230 24 6
                                    

.. ظلا يتبادلان النظرات لثوانٍ كأن كل منهما يحاول قراءة أفكار الآخر. أسيل كانت تحاول استيعاب ما قاله، بين هل هي كلمة عابرة، أم هي فعلاً مشاعره؟ ابتسمت ابتسامة خفيفة وحاولت تغيير الموضوع بخفة.

"خلني أشوف الصورة!" قالت وهي تتقدم نحوه.

مد صالح الكاميرا إليها، وابتسم، وهو يشعر بالارتباك الخفيف في داخله. نظرت أسيل إلى الشاشة، واندهشت بجمال الصورة. كانت لحظة عفوية، لكنها كانت تعبر عن شيء أعمق من مجرد صورة. كانت لحظة توقفت فيها كل الأشياء من حولها.

"والله مو مصدقة إنك قدها صالح!" قالت بأسلوب مرح، محاولة أن تخفي خجلها من التقاء نظراتهما قبل لحظات.

ضحك صالح بخفة، وأضاف: "والله شكلي لازم أترك الكورة وأخذ مكانك فالطاقم "

ابتسمت أسيل، وكانت الكلمات حائرة في حلقها. شعرت بالرغبة في أن تفتح قلبها وتتحدث، لكن الخجل كان يمنعها. بدلًا من ذلك، أخذت تتجول في الملعب، مستمتعة بصوت خطواتهما معًا، بينما بدأ صالح يتحدث عن شغفه بالكرة وكيف أثر فيه هذا المجال.

"الصدق .. ، ما توقعت حياتي تاخذني فهذا الطريق.. كل اللي كنت أفكر فيه هو إني ألعب وأطلع كل جهدي بالمباراة وأرجع البيت أنسدح وأنام .. بس أحياناً... تحس إنك تبغى تكون محاط بشيء أكثر من مجرد الملاعب." نظر إليها، وكأن كلماته تعبر عن شيء أعمق مما يقوله.

أسيل شعرت أن الحديث بدأ يأخذ منحى جدي، وقررت أن تكون صريحة بدورها. "تعرف، أنا هنا عشان أحقق حلمي فالإعلام، بس ما توقعت إن التجربة كلها بتفتح عيوني على أشياء ثانية... أشياء مثل هذي اللحظة اللي نعيشها الحين."

ابتسم صالح، وكأنه يقرأ أفكارها، ثم اقترب منها خطوة. "لحظة مثل هذي؟" سأل وهو يشير إلى الغروب خلفها.

هزت رأسها بإيجاب، وقالت بهدوء: "لحظة مثل هذي بالضبط.."

صمتا معًا، وكأنهما يفكران في المستقبل الذي قد يجمعهما، وقد كان كل منهما يشعر بأن هناك الكثير ليفصح عنه. لكنها كانت لحظة، لحظة تحمل كل ما لا يُقال.

صمت مُهيب بينهما .. بينما نظر صالح إلى الغروب خلفها وتأمل السماء المتوهجة، ثم فجأة قال: "الغروب له جو خااص ، بس دايم يخليني أفكر بالشتاء أنتِ مواليد شهر كم، أسيل؟"

ابتسمت وقالت: "يناير.."

ابتسم صالح برقة، وكأنه اكتشف شيئًا جميلًا. "يناير؟ يعني شتاء، أها... بس غريب، أنتِ عكس كآبة الشتاء."

شعرت أسيل بالدفء في قلبها عند سماع كلماته، وكأنها قد تركت أثرًا فيه لم تتوقعه. "وش اللي خلاك تقول كذا؟" سألت بنبرة حائرة وفضولية.

أجاب صالح وهو ينظر إليها بإعجاب: "من أول ما قابلتك، وأحسك دايم تزيدين لون للحياة، حتى لو كان الجو بارد... تخلين كل شيء يصير أسهل..."

نَجم في مرمى الأسئلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن