١٣ ~ نهاية الرحلة.. بداية الذاكرة.

146 17 13
                                    

في غرفة الانتظار الهادئة داخل المستشفى، جلس صالح وأسيل، يتأملان المستقبل بلهفة. بعد أشهر من الانتظار والزيارات القصيرة..
دخلوا الى عيادة الدكتورة بعد انتظار طويل ومشاعر تختلط بين الترقب والسعادة. دخلوا بهدوء، والدكتورة تستقبلهم بابتسامة مشرقة.

قالت الدكتورة، "أهلاً وسهلاً! حبيت أبشركم... الحمدلله الجنين بصحة ممتازة، وقدرنا نعرف إنه بنت!"

لمعت عيون أسيل فرحًا والتفتت إلى صالح بابتسامة واسعة، وهمست، "بنت... تخيل!".

أخذت الدكتورة تستعرض الأوراق، قائلة، "يمديكم الحين تختارون اسمها وتوثيقه .. قررتوا على اسم؟"

ابتسمت أسيل ونظرت لصالح، قائلة، "وش رايك باسم ألما.. روح بالإسباني، وأحنا التقت ارواحنا بأسبانيا؟"

أخذ صالح لحظة يتأمل الاسم، ثم ابتسم ووافق، "ألما... اسم حلو ورقيق، مثلها."

وقّعا صالح وأسيل على الأوراق بتأني، وكأنهما يعيشان كل لحظة في هذه التجربة. بعد ذلك، رافقتهما الدكتورة إلى حيث توجد حضانة الرحم الاصطناعي، حيث يمكنهما رؤية طفلتهما لأول مرة.

عندما اقتربا من الزجاج، ألقت أسيل نظرة عميقة على طفلتها النائمة بهدوء. همست، "تتوقع كيف راح تكون ملامحها؟"

ابتسم صالح وهو يتأملها، "أحسها بتطلع ذكية... مثل أمها."

ضحكت أسيل برقة، وقالت، "وإن شاء الله شجاعة مثلك."

كانت الدكتورة تشرح لهما أختراع الرحم الاصطناعي  وتوقفت عن الشرح وابتسمت وهي تراقب لحظة التواصل العميق بينهما، ثم انسحبت بهدوء، تاركةً لهما خمس دقائق من السعادة الصافية.

التفتت أسيل نحو صالح بابتسامة مليانة حماس، وقالت، "أمس حلمت بأول مكان بتزوره ألما بعد ما تكبر شوي!"

رفع حاجبه بفضول وسألها، "وين؟"

قالت بابتسامة فخورة، "الملعب... حلمت إنها جالسة معي في المدرجات وتتابعك بفخر وتصفق لك بكل قوتها ووتنادي عليك بأعلى صوتها."

ضحك صالح بشعور مختلط بين الحماس والفرح، وقال، "أقدر أتخيلها، وهي تناديني وتحمّس الفريق مثل أمها... ياحلو هالإحساس."

ردت عليه وهي تبتسم، "تخيل كيف بيكون شعورها لما تشوف أبوها يسجل هدف أو يفوز بتكون أكثر شخص فخور في الدنيا."

ضمها صالح بلطف، وقال، "الله يحفظها لنا... وإن شاء الله يوم من الأيام أسمعها تناديني من المدرجات وأشوف نظرة الفخر في عيونها."

نظرت أسيل إلى صالح وقالت بصوت مليء بالهمس والخوف، "أنا خايفة.. خايفة من علاقتك معها إذا كبرت... يقولون البنت إذا جت تاخذ مكان الأم بقلب أبوها."

ابتسم صالح، ضاحكًا بهدوء، وأمسك بيدها بلطف، "لا تخافين يا أسيل، مكانك محد يقدر ياخذه... أنتِ مو بس أم بنتي أنتِ نصفي الثاني وما في شي ممكن يغير هالحقيقة."

نَجم في مرمى الأسئلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن