أخيرًا بعد أسبوعين من الإنتظار .. جاء يوم التقدم الرسمي، كانت أسيل تشعر بمزيج من التوتر والحماس. اليوم كان مختلفًا تمامًا، فقد كانت تعلم أنه سيكون اليوم الذي سيتحدد فيه مستقبلها. جهزت نفسها بملابس بسيطة ولكنها أنيقة، وجعلت شعرها ينساب بنعومة على كتفيها، بينما كانت ابنة خالتها ندى تجلس بجانبها تبتسم برفق وتقول:
"الله يستر، قلبي يدق أكثر من قلبك".بينما كانتا تتحدثان وتستجمعان أنفاسهما، سمعت أسيل صوت سيارة تقترب من المنزل. توجهت سريعًا نحو النافذة لتطل منها، وكان صالح ووالداه وأخته قد وصلوا للتو، يخرجون من السيارة بابتسامات وتوتر واضح. بدت أسيل متحمسة لكن أيضًا قلقة قليلاً، وندى بجانبها تراقب وتبتسم وهي تقول: "أوه شوفي حبيب القلب جا". أسيل ابتسمت خجلاً، وكانت تقبض على يديها بعصبية.
وصل صالح وعائلته إلى الباب، حيث كان أخو أسيل ينتظرهم بالترحيب، فتقدم بخطوات واثقة نحوهم وقال بصوت مرح: "ياهلا والله بالنسايب نورتونا تفضلوا!". رد والد صالح بابتسامة، وقال: "الله يحييك ويبارك فيك".
قادهم أخو أسيل إلى داخل المنزل، حيث كانت عائلة أسيل قد جهزت المجلس لاستقبال الضيوف بأفضل طريقة ممكنة، وبذلت والدتها جهدًا كبيرًا لتجعل المكان مشرقًا ومريحًا. جلس الجميع في المجلس، وبدأوا بتبادل التحايا والمجاملات اللطيفة.
كانت أسيل وندى تراقبان من الشباك بصمت، ترقبان كل حركة وكل همسة، وتشعران أن اللحظة تحمل أهمية كبرى. ندى كانت تنظر إلى أسيل بابتسامة مشجعة، وقالت بهمس: "تخيلي هذا المخلوق الي كنتي تتابعينه بالشاشات جاي من أقصى جده عشانك؟".أسيل ابتسمت خفه من كلماتها وأمسكت بيدها تخفي توترها..
جلست أسيل على سريرها، بعد أن أغلقت الستائر واختفى صالح وعائلته داخل المنزل، كانت تستمع لترحيب والدتها وخالتها لهم بالأسفل وكان فضولها يشتعل لمعرفة ما يجري في الأسفل. ومع أن ندى حاولت البقاء معها لتخفيف توترها، لم تستطع منع نفسها من تقديم المساعدة لوالدة أسيل في تحضير القهوة، فاستأذنت منها وتركتها وحدها مع أفكارها.
كانت أسيل تجلس بمفردها، تشعر بمزيج من السعادة والتوتر. كان قلبها يخفق بسرعة وهي تتساءل كيف سيكون لقاؤها بصالح عندما يأتيها والدها ليخبرها انه حان لقائها معه وجهًا لوجه. وبينما كانت تتأمل نفسها في المرآة، تخيلت كيف سيبدو صالح وهو يرتدي الثوب والشماغ، بتلك الهيبة والفخامة التي لطالما سمعت عنها.
بعد لحظات، فُتح باب الغرفة ببطء، وظهر والدها بابتسامة لطيفة وقال: "يلا بابا تعالي. الرجال ينتظرك في المجلس."
قامت أسيل ببطء، وكل خطوة كانت تأخذها تزداد نبضات قلبها وتسارع نفسها. وصلت إلى باب المجلس، وأخذت نفسًا عميقًا قبل أن تدخل. وعندما دخلت، وقع نظرها على صالح، الذي كان يجلس بهدوء وابتسامة خفيفة تعلو شفتيه. كان يرتدي ثوبًا نظيفًا، وشماغًا مرتبًا، وأظهرته الهيئة بشكل أكثر فخامة ووقارًا، كما لو أن حضوره ينشر رهبة هادئة في المكان.
أنت تقرأ
نَجم في مرمى الأسئلة
Ficção Adolescenteأحيانًا تأتي الصدف كالأمواج، تحملنا إلى أماكن لم نتوقعها، تفتح لنا أبوابًا كانت مغلقة. وفي كل لقاء، قد نجد ما كان يختبئ خلف الأضواء، قصصٌ تُروى، وأحلامٌ تتحقق. Started: 20 sep Finished : 28 oct