قضت أسيل المساء في غرفتها، محاطة بأفكار مختلفة لجلسة التصوير المقررة غدًا. كانت هناك جلسة لتدشين الطقم الجديد مع اللاعبين، وكان الجميع متحمسًا لإطلاق التصميم الجديد. جلست تتصفح بعض الأفكار وتبحث عن الإلهام، بينما كانت ترسم في مخيلتها الزوايا والتفاصيل التي قد تضيف لمسة مميزة إلى الصور.
لكن مع مرور الوقت، بدأت تشعر بالنعاس يسيطر عليها. نظرت إلى الساعة لتكتشف أن الليل قد حل فعلاً، وتساءلت إن كان من الأفضل لها أن تأخذ قسطًا من الراحة، ولكن شعرت أنها بحاجة إلى قهوة قوية لتكمل العمل ببعض النشاط.
أخذت الآيباد بيدها، وهي في طريقها إلى مقهى الفندق، كانت أسيل تمشي بتركيز قليل، تفكر في أفكار التصوير وتختار الزوايا في مخيلتها. الجو الهادئ في الممر جعل خطواتها هادئة، لكن فجأة، اصطدمت بشخص لم تنتبه لوجوده.
"آسفة، ما انتبهت..." قالت وهي ترفع رأسها لتعتذر. ولكنها فوجئت حين رأت أن الشخص الذي أمامها هو صالح. كانت عيناه تنظران إليها بابتسامة خفيفة، وكأن اللقاء بينهما كان متوقعًا.
"أووب .. وش مخليك تمشين كذا وكأنك بالعالم الثاني؟" سألها صالح بلهجة مازحة، وملامح وجهه تعكس دهشة خفيفة.
ابتسمت بخجل وأجابت: "كنت مشغولة بأفكار جلسة التصوير ورايحه أجيب قهوة عشان أصحصح شوي."
لم تستطع أسيل إخفاء فضولها، فسألته بابتسامة: "وأنت وش طلعك أخر الليل ؟"
ضحك صالح وأجابها: " أفففااا نسيتي ؟! عندي إجازة بكرا و مخطط أسهر على موفي وأصلًا رايح أجيب سناكات ."
رفعت حاجبها بدهشة وقالت: "سهرة على موفي ؟ ما أتوقع أنك من النوع الي يسهر على الأفلام."
ابتسم وردّ: "كلنا نحتاج للهروب من الواقع حتى لو على حساب فلم"
هزّت رأسها موافقة، متعجّبة من قدرته على قضاء وقته بهذه البساطة، بعيدًا عن ضغوط الملعب والتدريبات.
بعد أن انتهت من تِلك اللحظة، أكملت طريقها إلى المقهى، واخذت كوبًا من قهوتها المفضلة ثم عادت إلى غرفتها وهي تحمل جهازها اللوحي، جاهدةً في تحديد وضعيات التصوير المناسبة لكل لاعب. كانت مغمورة في العمل، تحاول ابتكار أفكار جديدة للتصوير، حتى كادت تفقد الإحساس بالوقت.
وفجأة، رن هاتفها. كانت مفاجأة صغيرة لرؤية اسم صالح على الشاشة.
ردّت بعد صمت: "همم؟"
قال لها بصوتٍ فيه مسحة من الملل: "خلصتي شغلك؟"
ابتسمت وقالت: "تقريبًا. بس باقي الأفكار الأخيرة اللي بحددها."
تردد للحظة، ثم قال: "وشرايك؟ تجين غرفتي نتابع الموفي سوا؟ أحسّني طفشان."
لم تستطع منع نفسها من الضحك، وقالت له: "ما توقعتك بتكون كذا صريح!"
أنت تقرأ
نَجم في مرمى الأسئلة
Teen Fictionأحيانًا تأتي الصدف كالأمواج، تحملنا إلى أماكن لم نتوقعها، تفتح لنا أبوابًا كانت مغلقة. وفي كل لقاء، قد نجد ما كان يختبئ خلف الأضواء، قصصٌ تُروى، وأحلامٌ تتحقق. Started: 20 sep Finished : 28 oct