١٠ ~ أصداء الحب .

181 23 4
                                    

بعد أن خرجت أسيل من غرفة التصوير، وتركته خلفها محاطًا بالتوتر والندم، جلس صالح على الكرسي، يداه على رأسه، يحاول استيعاب ما حدث. الأمور خرجت عن السيطرة بطريقة لم يتوقعها أبدًا. كان يعلم أن عليه إصلاح ما حدث، لكنه لم يكن متأكدًا من الخطوة التالية.

وبينما كان صالح غارقًا في أفكاره، دخل أسامة الغرفة، يرفع حاجبيه بإبتسامة، وكأنه يعلم كل شيء. أغلق الباب خلفه ببطء، واقترب منه، ليقطع الصمت المتوتر.

"وش السالفة يا كابتن؟ شكلك في ورطة حلوة .. هاه؟" قال أسامة بنبرة مازحة، وهو يتأمل وجه صالح الذي لم يكن قادرًا على إخفاء قلقه.

رفع صالح عينيه نحو أسامة، وقال بنبرة تحمل مزيجًا من التوتر والمرح: "ياخي لا تصير ملعون وتفضحني ترا بيني وبينك عشرة عمر .. لا يكون نسيت؟"

أسامة ضحك بصوتٍ عالٍ، وجلس بجانبه على الكرسي المجاور. "منجدك ياخي؟ تحسبني بفضحك؟
والله العظيم إني أعزك وأغليك. اللي سويته قبل شوي كان مجرد ردة فعل لأنك ما علمتني من البداية."

صالح نظر إليه بتعجب: "يعني ما عندك مشكلة؟ .. كنت أحسبك جاي تكشفنا وتفضحني قدام الكل!"

أسامة أطلق تنهيدة مزيفة، وقال بلهجة مرحة: "يابزر أنت اللي فاهم الموضوع غلط. ترى أنا معك من البداية بس اللي سويته قدام أسيل كان عشان أذكرك أنك تركتني برا اللعبة."

صالح ابتسم أخيرًا، وشعر ببعض الراحة. "ياخي كنت أدور الوقت المناسب عشان أقولك بس فجأة الأمور طلعت عن السيطرة."

أسامة نفض يديه وكأنه يتخلص من أي توتر، وقال: "كلنا نخطي على فكره .. بس ترا البنت طلعت وهي مو في أفضل حالاتها والوضع يحتاج تتصرف بسرعة قبل لا تروح من يدك."

صالح نزل رأسه وهو يفكر، وقال بجدية: "أدري. لازم أروح أكلمها وأفهمها كل شي بس ياخي ما توقعت أنها تنقلب كذا."

أسامة ابتسم بخبث وضربه على ظهره برفق: "من البداية كنت كاشفكم يا عبقري. يعني وش تتوقع؟
بس عمومًا أنا واثق إنك بتقدر تحل الموضوع خاصة إذا عرفت كيف تتعامل معها."

صالح ابتسم بتوتر وقال: "ياخي حتى لو ... أنت مفروض تكون معي مو علي!"

أسامة رفع يده وكأنه يقسم: "أنا معك ياهوه .. دايم معك.
بس تذكر، لو ما علمتني مرة ثانية ممكن أردها لك بحركة ثانية."

صالح ضحك وهو يهز رأسه: "اخ منك مستحيل ما يفوتك شي."

نهض صالح من مكانه، مستعدًا للتحرك وإصلاح الأمور مع أسيل، بينما أسامة استند إلى الحائط وقال: "روح ما عندك وقت تضيعه. وأنا بكون هنا لو احتجت مساعدة.
بس تذكرلا تتأخر أكثر."

صالح خرج من الغرفة بنية واضحة في ذهنه: تصحيح الخطأ ومحاولة إصلاح العلاقة مع أسيل قبل أن تتفاقم الأمور.

نَجم في مرمى الأسئلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن