٥ ~ لحظة بين الظلال

241 24 7
                                    


الثلاثاء، الساعة الثامنة صباحاً.
في شقتها الصغيرة، كانت أسيل تقف أمام المرآة تتأمل نفسها، تجمع أغراضها استعداداً للمغادرة. حقائب السفر مفتوحة على الأرض، ومزيج من الملابس والكاميرات والمعدات الإعلامية مبعثرة حولها. شعرت بالتوتر، لكن هناك نوع من الحماس يسيطر عليها. اليوم هو اليوم الذي طالما حلمت به؛ ستكون ضمن الطاقم الإعلامي لفريق الاتحاد في معسكرهم التدريبي في إسبانيا.

حاولت تنظيم أفكارها بينما تلملم أغراضها. هاتفها رن فجأة؛ كانت رسالة من ابن خالتها عبدالإله العمري، لاعب نادي الاتحاد.

"جاهزة؟ طيارتك بعد ساعتين، تأكدي كل شيء مضبوط؟."

ابتسمت وهي تقرأ الرسالة، ثم أرسلت له صورة لحقيبة السفر وردت:

"كل شيء جاهز، متحمسة أكثر مما تتخيل."

كان عبدالإله الوسيط الذي أتاح لها هذه الفرصة النادرة. على الرغم من أن حلمها كان دائمًا العمل في المجال الإعلامي الرياضي، لم تتوقع يومًا أن تحصل على فرصة مثل هذه. عبدالإله تدخل بطريقة ودية، قدمها على أنها جزء من الفريق الإعلامي المؤقت الذي سيرافق الاتحاد خلال فترة المعسكر التدريبي في إسبانيا. لم يكن الأمر سهلاً، لكن دعم عبدالإله وثقته بها كانا مفتاح هذا الإنجاز.

بعد ساعات قليلة، كانت أسيل جالسة على متن الطائرة المتجهة إلى إسبانيا. المطرقة داخلها كانت تدق بسرعة. في رأسها مزيج من الأفكار؛ الحماس والخوف والتوتر. ارتفعت الطائرة، ومنظر السماء أخذ يتسع أمامها، شعرت بشيء من السكينة وهي تبتعد عن حياتها اليومية وتدخل في عالم جديد مليء بالتحديات والفرص.

الفندق الذي سكن فيه فريق الاتحاد كان يحمل اسم
"Hotel Sport Elite"،
فندق فاخر يناسب الفرق الرياضية الكبيرة. تحيطه الطبيعة الخلابة والتلال الخضراء، بعيد عن صخب المدينة، ويوفر بيئة مثالية للتدريب والاسترخاء.

عندما وصلت إلى الفندق، كانت الأجواء مليئة بالحماس والترقب. المشجعون الذين علموا عن وجود الفريق تجمعوا خارج الفندق على أمل رؤية اللاعبين. أسيل شعرت ببعض التوتر وهي تجر حقيبتها نحو المدخل الرئيسي، تبحث بعينيها عن وجه مألوف. فجأة، سمعت صوت عبدالإله يناديها من بعيد.

"أسيل! هنا!" لوح لها بيده وهو يتقدم نحوها بابتسامة عريضة.

تقدمت نحوه ببطء، وعلى وجهها ابتسامة خجولة. "أخيرًا وصلنا."

"الحمدلله على السلامة، تعبتي من الرحلة؟"

"لا أبداً، الحماس مغطي على التعب."

نظر عبدالإله إلى الساعة وقال: "خلينا ندخل ونسلم أغراضك، بعدين بمرّ عليك تاخذين فكرة عن الترتيبات الإعلامية."

نَجم في مرمى الأسئلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن