"أتؤمنُ باللّه؟"
"من لا يفعل؟! البعض يرون أن الإيمان ضُعف و ان كانوا في الحقيقة أشدّ الناس حاجةً إليه. هم يحتاجون الحلّ لشكوكهم اللامتناهية، و إجابةً لأسئلتهم الكثيرة، هم بحاجة لترياقٍ فسُمّ الشكوك يسري في أجسادهم."
"أنا... أؤمن باللّه، لكن..."
"لستَ ملزمًا باخباري يا صديق، فالأمر واضحٌ جليّ. ينكر البعض وجود اللّه لأنهم عاشوا في بيئة أرغمتهم على الشكّ في كلّ من حولهم، و بما أن الناس جُبناء بطبيعتهم فلا يسعهم الافصاح بمشاعرهم الحقيقية تجاه بعضهم البعض فذلك يتطلّب شجاعةً ليست في متناول الجميع، لذلك يُغطّون عن جُبنهم بالتشكيك في وجود اللّه. لكنهم مخطؤون للغاية، لأنهم يخشون من مخلوقات ضعيفة مثل البشر عوض الخوف من خالقهم."
"أتقصد اذن أنهم يريدون الإيمان بشيءٍ ما؟"
"أجل، إنهم يتُوقون لتصديق شيءٍ ما و ان كان هراءً. لكن أتعلم؟! لا أحد ينكر وجود اللّه عندما يكون بمفرده مع عقله و قلبه فقط. هؤلاء الذي يتفاخرون بالحادهم ليسوا سوى مهزومين يريدون اظهار أنفسهم متفوّقين على الناس، متسلّحين بالنظريات التي يتبنّاها المجانين و موجّهين نيران حقدهم للمؤمنين واصفين إياهم بالمخدوعين.
لكن تلك ليست سوى النسخة التي يظهرون بها أمام الآخرين، أما في الداخل فهم يترعّدون من خشية اللّه."