حياه في ظـلال آدم

الفصل الحادي عشر

قبل القراءه متنسوش الصلاة على النبي 👀♥♥

-------------------------------------------

كان اليوم هادئًا بشكل غير مألوف في المستشفى، وكأن العاصفة التي كانت تحوم حول حياة وآدم قد هدأت لبرهة. استغل كل واحد منهما تلك اللحظة للتفكير في مشاعره وما يحدث حوله.

بينما كانت حياة في مكتبة المستشفى، تجلس لتراجع بعض الملفات، دخل آدم بهدوء وجلس بجانبها. "حياة، في حاجة لازم نتكلم فيها بجدية. الفترة اللي فاتت كانت مليانة ضغوط، وأنا مش عايز الحاجات دي تأثر علينا"، قالها آدم بنبرة هادئة وهو ينظر في عينيها.

حياة وهي تمسك بيده لتخفف من توتره: "عارفة يا آدم. اللي بيحصل حوالينا كتير، بس إحنا لسه صامدين. يمكن ده اللي بيثبت إننا أقوى مما كنا فاكرين"

أدم بحزم: "أنا مش عايز الحاجات اللي زي منال ال حكتلك عليها أو المشاكل في الشغل تأثر علينا. أنا شايفك جزء مهم جدًا في حياتي دلوقتي، ومش عايز أي حاجة تيجي بينا"

ابتسمت حياة وهي تشعر بالأمان في كلماته. "أنا معاك يا آدم. المهم إننا نتواصل دايمًا ونتكلم مع بعض. أنا مش خايفة طول ما إحنا جنب بعض."

في نفس الوقت، كان سامي، شقيق آدم الأصغر، يعيش تحدياته الخاصة. سامي شاب طموح ولكنه دائمًا يشعر بأنه يعيش في ظل أخيه الأكبر، خاصة بعد أن أصبح آدم دكتورًا ناجحًا.
في إحدى الليالي، قرر سامي زيارة آدم في منزله للتحدث معه بخصوص شيء مهم.

"آدم، أنا محتاج أتكلم معاك في حاجة شخصية"، قالها سامي وهو يجلس أمام أخيه.

سأله أدم بقلق "خير يا سامي؟ مالك؟"

"حاسس إني تايه. أنت نجحت في شغلك وفي حياتك، وأنا لسه بحاول ألاقي طريقي. كل مرة بشوفك، بحس إني أقل منك"، قالها سامي بصراحة.

آدم كان يعلم أن شقيقه يمر بمرحلة صعبة، لكنه لم يكن يعرف أن المشاعر تلك كانت بهذه القوة
"سامي، إنت إنسان موهوب وذكي. النجاح مبيجيش بسرعة، وأي حاجة تاخد وقت. أنا مريت بصعوبات كتير قبل ما أوصل للي أنا فيه دلوقتي، وده مش معناه إنك متأخر. أنت في طريقك الخاص، ومفيش حد ممكن يقارنك بحد تاني."

سامي شعر ببعض الراحة في كلمات أخيه، لكنه كان يحتاج إلى المزيد من الدعم
"أنا محتاجك جنبي أكتر يا آدم. مش عايز أحس إنك بعيد عني"

"أنا دايمًا هنا ليك أنت أخويا الصغير ودايمًا هكون جنبك مهما حصل"، أجابه آدم بابتسامة دافئة.

في تلك الأثناء، كانت حياة تخطط لقضاء وقت ممتع مع أصدقائها المقربين شيرين ورانيا، وذلك بعد فترة طويلة من الانشغال في العمل. قررن الذهاب إلى أحد المقاهي المفضلة لديهن لتبادل الأحاديث والضحك.

"يا حياة، واضح إنك بقالك فترة مضغوطة. إيه اللي بيحصل بينك وبين آدم؟" سألتها شيرين وهي تلاحظ تغير حياة.

"بصراحة يا شيرين، الضغوط مش سهلة، خاصة مع وجود ناس زي نرمين اللي بتحاول تضغط عليا في الشغل. لكن علاقتي بآدم بقت أقوى بسبب كل اللي بنمر بيه سوا"، أجابتها حياة وهي تتنفس بعمق.

رانيا، التي كانت تستمع بهدوء، : "أهم حاجة في العلاقة هي التفاهم والتواصل. طالما إنتِ وآدم بتتكلموا وبتدعمو بعض، مفيش حاجة هتقدر تأثر عليكم."

"عارفة يا رانيا، أنا بس محتاجة أشوف إزاي نقدر نواجه الضغوط دي من غير ما تفرق بينا"، قالتها حياة وهي تشعر بالامتنان لوجود أصدقائها بجانبها.

بينما كانت حياة تستمتع بوقتها مع صديقاتها، كان آدم يواجه حالة طارئة في المستشفى. مريض يعاني من مضاعفات خطيرة بعد عملية سابقة وكان يحتاج إلى تدخل جراحي عاجل. التحدي في تلك الحالة كان أكبر من المعتاد، والمريض كان في حالة حرجة جدًا.

دخل آدم غرفة العمليات مع فريقه، وكان أحمد وفراس بجانبه لدعمه
فراس وهو يستعد للعملية: "إحنا هنقدر نعدي من ده، يا آدم. زي كل مرة"

آدم وهو يشعر بثقل المسؤولية: "المريض في حالة صعبة جدًا، ولازم نكون في قمة تركيزنا. أي غلطة ممكن تكون كارثية"

ساعات من العمل مرت، لكن آدم وفريقه استطاعوا إنقاذ حياة المريض في اللحظة الأخيرة. كانت تلك اللحظات دائمًا تذكر آدم بأهمية عمله وأهمية الأشخاص الذين يحيطون به.

بعد انتهاء تلك الليلة الطارئة، قررت حياة دعوة آدم لزيارة عائلتها مجددًا. هذه المرة، كانت الأمور أكثر رسمية، حيث بدأ الحديث يتطرق إلى الخطط المستقبلية بينهما.

إبراهيم بنبرة هادئة ولكن جادة: "آدم، إنت بقيت جزء من حياتنا دلوقتي. وأنا و فاطمه حابين نعرف إنتوا ناويين على إيه في مستقبلكم؟"

آدم ابتسم وقال: "أنا فعلاً شايف إن حياة إنسانة عظيمة، ومقدر كل حاجة بنعدي بيها سوا أكيد فيه خطوات مهمة لازم نناقشها سوا"

حياة شعرت بالخجل قليلاً، لكنها كانت تعلم أن هذه اللحظة كانت قادمة
بعد العشاء، تحدثت حياة مع آدم بشكل أكثر خصوصية
حياه: "آدم، الموضوع بقى جد دلوقتي. عيلتي بتحبك جدًا، وأنا بقى عندي ثقة إننا هنقدر نكمل مع بعض."

آدم ابتسم وقال: "وأنا كمان يا حياة. المهم إننا نفضل مع بعض وندعم بعض مهما كانت التحديات."

مع نهاية هذا اليوم الطويل، كانت العواصف الهادئة تحيط بحياة وآدم. التحديات لم تنتهِ، لكنهما أصبحا أكثر قوة في مواجهة تلك التحديات.

يتبع