آلـجـزء ١٤

2.4K 148 18
                                    




" الا انـت خـلـك مـعـي ولا تـجـافـيـنـي
غـيـرك يـروح و جـعـلـه مـا يـجـي ثـانـي "

" لا صـرت مـنـي قـريـب و مـا تـخـلـيـنـي
مـا هـمـنـي مـن هـجـر قـلـبـي و خـلانـي "


- الـحـوش -

دفعته بقوه على العمود و جفونها محمره من كثر البكاء في احضانه الي اعتبرتها بمجرد دقائق دفاء يدفيها بـ حنيه من قسوة الحياة ، و بوسط الدفاء حست بـ حراره ساخنه تتسلسل لي قلبها و تحرقه و ما كان هذا الا غضبها بعد ما عادت ذاكرتها لي اتهاماته الي انغرزت بقلبها مثل الجمره ، رمقته و نظراتها الحاده اصبحت أحد حده من مدى غضبها اتجاها وقهرها المتمركز بـ قلبها و بصوت عالي : لا عاد اشوفك تتجراء تمسكني ولا والله يا زيدان ما يحصلك طيب ، جرت خطواتها الغاضبه لي داخل البيت و قلبها يشعل نار بـ جوفها ، اتهمها باطل و يعتبر انه شكك بـ تربيتها و ما اعتبرها الا قيمه رخيصه و ما ثمنة نفسها و هذا اكبر غلط غلطه زيدان بـ حقها وراح يندم اشد الندم و يعض الأرض ندم بسبب جُمل او كلامات احرقت قلبها و مارح تمررها له مرور الكرام
مسك ظهره بـ ألم من ارتطامه بـ العمود و غمض عيونه يتمالك اعصابه قبض يده اليمنى بـ شده و ضرب العمود بـ أقوى ما عنده بما سمع طقطقة اصابعه و كأنها تتكسر لأجزاء صغيره و كان عديم الأحساس تمتم بـ صوت خافت : هذا حُبك يا زيدان..! كسرتها كسر يعجز احد يداويه كيف قدرت تشكك بـ تربيتها و ترمي كلامك بـ مسمى غيره مستحيل تسامك مستحيل ، مسك راسه بقوه يخفف من ألم راسه و يفكر كيف راح يداوي جرحها الي كان هو سببه او بـ الأخص كيف بـ يخليها تسمح له يتكلم و تسمع له من بعد اليوم...



- الـمـسـتـشـفـى -

ماسكه قرائنها و تقراء بـ ترتيل و دموعها تنهمر بعد ما مرة اية قُرأنيه جعلتها تتطمأن و تهطل دموعها بـ أريحيه :
وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57)
بعد مده قصيره أنهت من قرائتها للقرآن و وضعته على الطاوله و حست بـ انشراح صدرها بـ راحه عجيبه لامسة قلبها ، تنهدت براحه و انمدت انمالها لي رأس النائم الي عايش بـ عالمه الأخر مسحت على رأسه تتأمله و تتمتم تدعي له : الله يقومك بسلامه و تقر عيوني بـ شفاك
دخل عليهم حارث و بأيده كيس الاكل لي هيفاء الي ما كلت من ليلة امس ابداً ، توجه لها يقبل راسها و يردف : جبت لك اكل يلا ناكل ؟ ، رفعت راسها تناظره و تبتسم : مالي نفس شبعانه ، كشر يمثل الغضب : وش كليتي من امس..؟ ما دخل بـ فمك شي..! يلا قومي ناكل سوا لا ترديني ، مسك يدها و توجهوا لي الطاوله و جلسوا بـ الكراسي فتح صحن الرز و سلطة و كانت هيفاء بـ عالم اخر غرقانه في هواجيسها ، لاحظ سرحانها و تنهد بحزن على حالهم اخذ الملعقه و غرف رز و وضعها امام فمها : يلا افتحي فمك ، التفتت له بصدمه و ضحكت : شايفني بزر ما عادنا بشبابنا يا حارث تغير الحال انت بتطق الخمسين و انا لاحقتك ، ابتسم و قرب لها و الملعقه للحين ما نزلها : وايش يمنع اني ما اكلك من يدي مثل عوايدنا زمان ، ابتسمت و تذكرت ايام شبابهم و كيف اخذوا بعض عن حب و كل يوم يزيد حبهم و مستحيل ينقص يحبها و تحبه من ايام مراهقتهم و ذكرياتهم و تفاصيلها بذاكرتهم محفوره مستحيل ينسوها لو تُمُر الأيام و الشهور و السنين تبقاء قصة حب حارث و هيفاء من اجمل قصص الحُب الطاهر العفيف ، فتحت فمها و اكلت من إيدين حارث ، ابتسم حارث و جلس يتأملها و هي تاكل ، لاحظته و ناظرت له بأستغراب : ليه تناظرني كُل ؟ ، ناظر لها بمكر و ابتسم : استناك توكليني من يدك ، ضحكت و ما حبت ترفض طلبه اخذت الملعقه و أكلته ، مُردف بتلذذ : الله على طعم الأكل من إيدين حبيبت القلب ، ضحكت و ضربت كتفه بخفه : يوهه لا تبالغ ، ضحك و مسك ايدها يقبلها : يازين هـ اليدين و يحفظهم لي ، أبتسمت و في وسط فرحهم  و ذكرياتهم ، تذكرت حالت ولدهم و سرحت مُردفه : تتوقع متى يصحى ؟ ، ناظر لها و بعدها توجه نظره للسرير الي كان مجاهد متوسط الفراش الأبيض تنهد بحزن ناطق : مالنا الا الدعاء...



ما بعد حبك يا ضيا عيوني حبيب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن