1

54 8 7
                                    


داخل القصر الكبير لعائلة ديورانت، العائلة الحاكمة للدوقية الشمالية، تحتفل الصغيرة ميليس بعيد ميلادها الرابع عشر.

الحفل بسيط، خالٍ من مظاهر البذخ التي عادة ما ترافق النبلاء.

أفراد العائلة المقربين فقط هم الحاضرون، والدها الدوق أدريان ديورانت، ووالدتها ليليان، وعدد قليل من الخدم.

يعلو صوت الموسيقى الهادئة، والشموع تضيء الغرفة بشكل خافت.

ميليس، بملامحها البريئة وشعرها الفضي الطويل، تجلس على طاولة الطعام، عيناها الكبيرتان تتأملان الحاضرين بتعبيرات هادئة على غير عادة طفلة في مثل عمرها.

هي طفلة مختلفة، غير اجتماعية، تفضل الوحدة على الحشود.

لقد وضعت الكعكة الكبيرة المزينة بالحلوى و الشكلاطة، و بدء الجميع في الغناء.

بينما تسير الأمور بهدوء، يقتحم الحفل رسول مهم يحمل رسالة مروعة: قصر ديورانت يتعرض للهجوم.

قبل أن يتاح لأحد استيعاب الموقف، تنفجر نوافذ القصر بفعل قوة سحرية غامضة، ويبدأ الخدم بالصراخ والهرع بحثاً عن ملاذ.

تبدأ والدتها ليليان في محاولتها لاستخدام السحر لحماية ميليس، بينما يحاول والدها الدفاع عن القصر.

لكنهم يسقطون واحداً تلو الآخر أمام قوة غير معروفة.

يغمى على ميليس بعد أن حاولت والدتها حمايتها، آخر مشهد تراه هو سقوط والديها أمام عينيها.

الدماء الغزيرة الجارية من جسد امها كان كافيا لجعلها تعيش صدمة.

تستيقظ ميليس بعد ساعات، وتجد القصر محطمًا.

الخدم هربوا، وأفراد عائلتها... جميعهم ماتوا.

تقف بين الحطام، بلا دموع، بلا صراخ، فقط عيناها تلمعان بالبرود.

تدرك أنها وحيدة الآن. لكنها لم تشعر بالحزن، فقد كانت تعرف منذ فترة أن والدها و والدتها لن يعيشوا طويلاً.

أحاسيسها تجاههم كانت مختلطة، لم يكن الحب الذي شعرته واضحًا كأي طفلة أخرى.

بعد الكارثة، تبدأ الشائعات تنتشر بين النبلاء.

بعضهم يعتقد أن ميليس هي من جلبت النحس لعائلتها بسبب قدرتها الشيطانية، بينما الآخرون يرون أنها أصبحت الوريثة الرسمية للدوقية الشمالية، لكنهم يتجاهلونها، معتبرين إياها مجرد طفلة غير مهمة.

تقرر ميليس بعد ذلك أن تعيش في عزلة، بعيدًا عن المجتمع النبيل الذي بدأ يتجاهل وجودها.

تتخذ من قلعة قديمة مهجورة في شمال الدوقية مقرًا لها، وتبدأ رحلتها في التدريب على قواها الشيطانية التي ورثتها عن عائلتها.

في ذلك القصر،

ميليس تجلس على عرش عائلتها، تطل على أطلال القصر المحطم.

تفكر في مستقبلها وفي العالم الذي بات ينظر إليها كمنبوذة.

ورغم كل شيء، عيناها تلمعان بالتصميم. هذه ليست النهاية، بل مجرد بداية.

رغم فقدانها عائلتها هي لن تضعف بل تزداد قوة.

يوميات ميليس: حياة الدوقة المعقدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن