في الايام التالية.
جلست في مكتبي، محاطة بأوراق العمل والكتب المتنوعة، بينما كان الضوء يتسلل عبر النوافذ العالية، يرسم ظلالًا لطيفة على الأرض.
كان المكان هادئًا، لكن أفكاري كانت متزاحمة، تتراقص بين مسؤولياتي كدوقة والتطلعات لمستقبل دوقية ديورانت.
كان يجب عليّ أن أكون أكثر من مجرد وريثة؛ كان عليّ أن أكون قائدة قوية.
لقد قررت مؤخرًا أن أستثمر في تعليم إلين.
كانت الطفلة المتشردة التي أنقذتها من العنف، والتي أدركت سريعًا أنها تحمل روحًا مميزة.
كانت إلين ذكية، ولديها شغف للتعلم، وكانت تتعلق بي بشكل غير عادي، وكأنها تبحث عن ملاذ من الماضي الذي عاشته.
"إذا كانت إلين ستصبح جزءًا من عائلتنا، فلا بد أن نعدها للمستقبل."
كان هذا هو تفكيري، وكأنني كنت أشاهد صورة المستقبل بوضوح، حيث كانت إلين تعمل معي، وتساعدني في إدارة شؤون الدوقية.
***
تخيلت نفسي وأنا أدرسها، أجلس بجانبها في المكتبة الكبيرة، أشير إلى الكتب التي تحتوي على المعرفة التي سأحتاج إلى تمريرها إليها.
كنت أريدها أن تفهم كل شيء: من الشؤون المالية إلى الأمور الدبلوماسية، من إدارة الميزانية إلى كيفية التعامل مع الناس.
"هل تعلمين، إلين، أن التعليم هو مفتاح النجاح؟"
سأقول لها بابتسامة، وهي تركز على عينيّ بحماس.
أردت أن أعطيها الفرصة التي لم أتمكن من الحصول عليها في صغري.
كنت أريدها أن تصبح سكرتيرتي، أن تصبح جزءًا من دائرة قراراتي، وليس مجرد خادمة أو طفلة بسيطة.
لكن كيف سأبدأ هذا؟ كانت أفكاري تتصارع، وكنت أحتاج إلى خطة.
جلست على مكتبي، وفتحت دفتري الخاص بالملاحظات.
خططت للمواضيع التي سأعلمها إلين، بدءًا من الأساسيات.
قد يبدو هذا التحدي شاقًا، لكنه كان مثيرًا.
كنت أرى في إلين شيء خاص، شيئًا يجعلني أشعر أنها تستطيع تحقيق أشياء عظيمة.
التاريخ: فهم تاريخ العائلة وملامح الحياة في الدوقية.
المالية: كيفية إدارة الميزانية، وإعداد التقارير المالية، وكيفية التعامل مع الأمور الاقتصادية.
الدبلوماسية: أساسيات التعامل مع الآخرين، فن التفاوض، وبناء العلاقات مع النبلاء والناس العاديين.
الإدارة: كيفية إدارة الأفراد، وتنظيم العمل، وإدارة الأحداث الكبيرة.
كل موضوع كان يمثل جزءًا مهمًا من القيادة.
أفكر في الطريقة التي سأقدم بها هذا التعليم.
كان يجب أن يكون ممتعًا، وليس مجرد سرد للمعلومات.
كانت لدي خطط لجعل كل درس تجربة عملية.
"يمكنني أن أستخدم الأمثلة من حياتنا اليومية،" تفكرت.
"سأأخذها معي في جولات خلال الدوقية، ونعلمها كيف نتفاعل مع الفلاحين، ونساعدهم في قضاياهم، ونسمع مشاكلهم."
ستكون هذه فرصة رائعة لتطوير مهارات إلين.
أريدها أن تتعلم كيف تتعامل مع الأشخاص، وكيف تبني الثقة بيننا وبين شعبنا.
وفي تلك اللحظة، تملكني شعورٌ بالهدف.
"إذا استثمرت في تعليم إلين، فقد نغير مستقبل دوقية ديورانت. يمكن أن نكون فريقًا قويًا، وسنساعد الناس معًا."
كنت أرى الأمل يلوح في الأفق. كان هذا هو ما كنت أحتاج إليه، وهذا ما كان الشعب بحاجة إليه.
لكن كل ما كنت أفكر فيه كان قديمًا بعض الشيء.
هل سأتمكن من إعطائها كل هذا، بينما كنت أعاني من إحساس بالفقدان والضعف؟
كان ذلك هو السؤال. كنت أريد أن أكون قوية، لكن كنت أشعر أحيانًا بالشك.
تذكرت تلك الليالي التي كنت أجلس فيها بمفردي، أفكر في عائلتي، وأفكر في المستقبل المجهول.
"لا، ميليس. عليك أن تكوني أقوى من ذلك."
كنت أقول لنفسي، محاربة كل تلك المشاعر.
عزيمتي كانت تعود إليّ مرة أخرى.
"سأبدأ العمل مع إلين قريبًا. سأعلمها كل ما أستطيع، وسأساعدها على بناء مستقبل مشرق لنفسها ولنا."
وقفت، وأغلقت دفتري بعزم.
لقد كنت في حاجة إلى التركيز على ما هو قادم.
لدي مسؤوليات أكبر، وعليّ أن أكون أفضل.
وبعد ذلك، قررت أن أذهب إلى غرفة إلين.
كانت الطفلة تتواجد في جناحها، تلعب وتضحك كأي طفل في سنها.
كانت تعكس البراءة التي فقدتها.
"إلين،" ناديتُها، وابتسمت عندما نظرت إلي.
"نعم، ميليس؟" ردت بتلك البراءة.
"أريد أن أتحدث معك قليلاً،"
قلت، وأنا أشعر بشغف يتزايد في قلبي. كنت أريد أن أبدأ رحلتنا معًا.
في ذلك الحين، أدركت أن المستقبل الذي كنت أبنيه ليس لي وحدي، بل لنا جميعًا.
أنت تقرأ
يوميات ميليس: حياة الدوقة المعقدة
Fantasyفي عيد ميلاد وريثة ديورانت الرابع عشر تعرض القصر للهجوم و تم قتل والديها امامها، تصبح ميليس الدوقة و ترث مسؤولية هائلة حيث تضطر إلى ان تواجه الكثير من المصاعب و العقبات لتحقيق احلامها، ادارة الدوقية، حماية الامبراطورية، التحكم بالقوة الشيطانية، هل ت...