10

4 2 0
                                    


دخلت بهدوء الى غرفة الضيوف التي بها إلين الصغيرة، خطواتي كانت ثقيلة بسبب ما رأيناه في الخارج.

ورغم البرد الذي تسلل إلى عظامنا، شعرت بالدفء يتسلل إلى قلبي بوجودها معي.

كانت إلين ما زالت تنظر إلي بحذر، عيناها تجولان في المكان الواسع والمهيب، وكأنها تحاول استيعاب العالم الجديد الذي دخلته.

ناديته بنبرة معتادة.

"إدغار."

في أقل من دقيقة، ظهر كبير الخدم إدغار بهدوء، متجهًا نحوي بابتسامة هادئة وانحناءة بسيطة.

كان إدغار مخلصًا لعائلة ديورانت منذ عقود، وكان بمثابة العمليّة الهادئة خلف كل إدارة القصر.

"أريدك أن تُجهز غرفة لإلين،"

قلت بإشارة خفيفة نحو الطفلة التي كانت تقف بجانبي.

"واشترِ لها ملابس جديدة تناسب سنها. أيضًا، أريدك أن تتأكد من أن الغرفة مريحة، فهي ستكون مقيمة هنا معي."

أومأ إدغار برأسه بهدوء.

"كما تأمرين يا سيدتي."

ثم نظر إلى إلين، وقال بنبرة لطيفة غير متوقعة منه:

"سنعتني بكِ جيدًا، لا تقلقي."

إلين لم ترد بشيء، لكنها بدت أقل توترًا بعدما سمعت كلماته.

كان إدغار يعرف كيف يهدئ النفوس، وهذه إحدى ميزاته التي لطالما كنت أقدرها.

"يمكنك الذهاب الآن لإتمام الترتيبات،"

أضفت. "أما أنا فسأتناول العشاء مع إلين في غرفة الطعام."

انحنى إدغار مرة أخرى بلطف، ثم تحرك ببطء لتنفيذ ما طلبته.

**

وصلنا إلى غرفة الطعام، وهو المكان الذي عادة ما أتناول فيه وجباتي بمفردي.

اليوم كان مختلفًا، لأنني لم أكن وحدي.

جلست على الكرسي الفخم في رأس الطاولة، بينما طلبت من إلين أن تجلس بجانبي.

كانت مترددة في البداية، ثم جلست ببطء.

عينان فضوليتان كانتا تتابعان كل شيء في الغرفة، من الطاولة المزينة إلى اللوحات التي تزين الجدران.

ربما لم يسبق لها أن رأت مكانًا بهذه الفخامة من قبل، وربما لم تتناول وجبة في ظروف كهذه.

كنت أستطيع رؤية الحذر في عينيها لا يزال موجود، لكنني لم أعلق.

"لا تقلقي، إلين. هنا، كل شيء سيكون على ما يرام."

قلت ذلك بهدوء وأنا أحاول أن أطمئنها، لكنني كنت أدرك أن الكلمات ليست كافية لتغيير حياتها التي كانت مليئة بالمعاناة.

جاء الخدم بعد لحظات حاملين الأطباق الشهية.

العشاء كان بسيطًا، لكنه مليء بالنكهات:

حساء دافئ، خبز طازج، ولحم مشوي مع الخضروات.

وضعت إحدى الخادمات طبقًا أمام إلين، التي كانت تنظر إليه بعيون واسعة.

"كل ما تشائين، إلين. هنا، لن ينقصك شيء."

نظرت إليّ بتردد، ثم بدأت تأكل ببطء.

كان واضحًا أنها لم تكن معتادة على تناول الطعام بحرية، وكأنها كانت تخشى أن يُنتزع منها في أي لحظة.

"أتعرفين، إلين؟"

بدأت الحديث بينما كنت أتناول طعامي ببطء.

"عائلتي، عائلة ديورانت، كانت دومًا مسؤولة عن حماية هذه الدوقية وعن رعاية من يعيشون فيها. لكنني أدركت الآن أننا، كأفراد، لم نكن قريبين بما يكفي من الناس. ما رأيته اليوم في الخارج فتح عينيّ."

إلين توقفت للحظة عن الأكل، وكأنها تحاول فهم ما أقول.

"لن يكون هناك شخص جائع أو بائس إذا كنت أنا مسؤولة. وهذا يشملكِ أنتِ، إلين. أنتِ الآن تحت حمايتي، وستكون لديكِ حياة جديدة هنا."

كان من الصعب معرفة ما إذا كانت كلماتها تفهم ما قلته، لكنها تابعت الأكل بصمت.

ربما لم تكن معتادة على هذا النوع من الرعاية أو الاهتمام.

بعد فترة من الصمت، بدأت ألاحظ أن ملامح إلين تتغير.

وجهها الذي كان متوترًا ومتحفظًا بدأ يلين، وبدأت تأكل بشهية أكبر.

كان ذلك إشارة صغيرة، لكنها كانت كافية لأشعر بشيء من الراحة.

ربما كانت بداية جديدة لها، كما كانت بداية جديدة لي أيضًا.

**

عندما انتهينا من العشاء، كانت إلين تبدو أكثر هدوءًا.

الخدم قاموا بترتيب المكان وبدأوا في تنظيف الطاولة، بينما دعوت إدغار مرة أخرى.

"إدغار، هل الغرفة جاهزة؟" سألت.

"نعم، سيدتي. الغرفة معدة بالكامل، والملابس الجديدة ستصل صباح الغد."

نظرت إلى إلين وابتسمت، ثم قلت:

"حسنًا، إلين. ستذهبين الآن مع إدغار إلى غرفتك الجديدة. غدًا سيكون يومًا جديدًا لكِ، وستبدئين حياة جديدة هنا."

نظرت إليّ بخوف طفيف، وكأنها لا تزال غير قادرة على استيعاب ما يحدث.

لكنني وضعت يدي على كتفها بلطف وقلت:

"لا تخافي. هنا، أنتِ في أمان."

أومأت برأسها ببطء، ثم تبعت إدغار الذي أخذها إلى جناحها الجديد.

وقفت في مكاني لفترة، أشعر بمزيج من الراحة والقلق.

لقد فتحت أبوابًا جديدة في حياتي وفي حياة إلين.

الليلة، بدأت رحلة جديدة في حياتي كحاكمة للدوقية.

كنت أعلم أن هناك تحديات أكبر تنتظرني، لكنني شعرت أنني مستعدة لها.

لقد أصبحت مسؤولة ليس فقط عن أرضي، بل عن حياة كل من يعيشون فيها، بما في ذلك تلك الطفلة الصغيرة التي جلبتها معي اليوم.

بينما خرجت من غرفة الطعام، كنت أفكر في الأيام القادمة.

لقد كانت هذه البداية، وكنت مصممة على تغيير كل شيء للأفضل.

يوميات ميليس: حياة الدوقة المعقدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن