الفصل (٥)

537 33 9
                                    

رهان خاسر
البارت الخامس
**************
في منزل ريم
القت ريم راسها في جوف صدر حنين واجهشت بالبكاء علي ما وضعت نفسها به،
اخذت حنين تواسيها وتهدئي من شدة انهيارها حتي تفسر لها  ما حدث وكيف تزوجت
لماذا تممت زواجها من ذلك المدعو حمزة؟!
إذا كان  سبب زواجها هو الحفاظ علي اخلاقها حتي لا تخون ثقة حبيبها الذي سيعود بعد أيام ليأخذ الموافقة علي الزواج بها، فهتفت سائلة:
ارجوكي يا ريم فهميني إزي تسمحي لحمزة ده يدخل عليكي، انت عارفه عملتي في نفسك ايه بعملنك دي، بعيد عن خسارتك لدكتور خالد، انت خسرتي نفسك وثقة والدتك فيكي
والأهم ادبستي في جوازه من شخص متعرفهوش يمكن يستغلك ويبتز مالك علشان يطلقك
حسبي الله ونعمه الوكيل فيكي يا خلود
بسبب حقدها عليكي وغيرتها منك وغلها كسرت قلبين ويا عالم هتخلص جوازتك دي علي ايه لسه

رفعت ريم وجهه عن صدر حنين وكفكفت دموعها وردتت عليها بتوتر وحيرة زلزلت تفكيرها:
انا مش خايفه من حمزة رغم اني فعلا معرفوش بس صدقيني ، انا عمري ما حسيت بالراحه والأمان مع حد بعد بابا الا مع حمزة وكمان قلة خبرتي بالعلاقات
محستش بنفسي بعد احتوائه ليا ومغازلته، غير وانا في سريره بصرخ من الم العلاقه وطمس براءتي باتمام زواج مكنش في الحسبان

ضغطت حنين علي شفتاها بغيظ وسألته بصدمه وحيرة:
من كلامك بيقول أنه مش اجبرك ولا فرض نفسه عليكي، بس ازاي يا ريم تسلمي بسهوله كده، كان فين عقلك وحبك لدكتور خالد

زفرت ريم بقوة وردت عليه بشرود:
معرفش  بس حمزة ده غريب في كل حاجه، حنانه وخوفه عليا ولهفته، كانه عاشق، كان بيعاملني برقه وعذوبة واحتوائي وحنان ابوي بريئ أكثر منه رغية
مش زي  اي راجل مع ست، صدقيني يا  حنين
عيونه كانت بتنطق بكلام عمري ما شفته ولا حسيته مع حد، رغم أن معرفش بلغة العيون لكن حسيت كانه بيقولي أخيرًا وصلت لبر الأمن وفي حضنك رست سفيتي  علي جنة العشاق

أغمضت عيناه بقوة تستعيد لحظاتها الاولي مع حمزة واكملت بحسرة وحيرة من أمر نفسها فهي لا تمقته ولا تحمله الذنب بل تشعر أنها ظلمته بزواجه منه:
بعد اللي شوفتوه في البلكونه، طلب منا ناكل مع بعض، مجرد خلصنا اكلناشغل موسيقيه هادئة ومد أيده علشان ارقص معها لما رفضت قالي انه ده كان حلم من احلامه ياريت احققهوله، حسيت بالإحراج منه ورقصت معها، فجأة ضمني لصدره

رفعت عيناها اليها بخجل من نفسها فسالت دموعها :
اقسم بالله ما حسيت بنقسي بعدها، كنت زي للبردانه اللي لقت الدف في حضنه وحنانه وضمته ليا، كانت مشاعري متلخبطه ومشتته بين احتياجي للحنان وبين احاسيس جديدة بعيشها لاول مره في حياتي ، كان احاسيس جميلة وفوضوية بشكل طفولي
محستش بنفسي غير وهو بيضمني ويهديني ويواسي روحي الممزقه من إتمام جوازنا، لكن هو ظن أنه الم العلاقة،

تنهدت بقوة واكملت بشرود، تتذكر كل أفعاله معها:
كان حنون اوي  ياحنين وملهوف عليا كاني روحه
متخيلتش أن الزواج علي قد صعوبته في اول لقاء بيكون فيه كل كمية العطاء دي، هداني واحتواتي وحاول يخفف عني بشتي الطرق،
راعي خجلي ومفرضش. نفسه عليا دخلي اخد شاور وطمن قلبي وأكد أني حلاله، ورغم كل ده وعدني بشبكه وفرح وفستان زفاف  علشان افرح امي
جايلي مشروب خلاني استرخي ، ورغم كسرت قلبي حسيت معاه بالراحه والسكينه احساس صعب تحسيه مع حد تقابليه لاول مره في حياتك لكني حسيته وارتحت ليه كانه ملاذي اللي ببحث عنه،

رواية ( رهان خاسر) للكاتبة/ سلمي سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن