الفصل (٤)

506 38 11
                                    

الفصل الرابع
رهان خاسر
************
عادت ريم إلي بيتها وهي شخص آخر لا تعرف نفسها فقد خرجت في  صباح الأمس  لتاتي بنتيجها وتسعد بنجاحها وتفوقها وتحقيق اول أحلامها لياتي اليوم التالي وهي زوجة هاربة من انسان لا تعرفه، 
فا من أجل أن تحافظ علي اخلاقياته الاي تفتخر بها، كتبت علي نفسها التزام سيخسرها حبيبها نعم حبيبها الم يعترف لها ويتمني الارتباط بها،
وها قد حان أوان عودته ليكلل الله حبهم بالارتباط الرسمي، لكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن،
فقد اوقعها خوفها من خسارته بسبب الحقد والغيرة   في زواج عابر الي واقع تعيشه وتتجرع مرارة خسارة  من اختارها قلبها عشيقًا له،
فتحت  باب الشقة دلفت الي الداخل ومنها الي غرفته والدتها كي تطمئن عليها،
كم هو المعتاد رأت هنية نائمة في الفراش المقابل لوالدتها ، هزتها برفق حتي لا تصاب بالهلع،
فتحت هنيه عيناه بصعوبة وابتسم حين رأت ريم وقالت لها بحب وفرحه:
حمدالله بالسلامه يا ست ريم، الف الف مبروك الحجه قالت انك نجحتي وطلعتي الاولي كالعادة

ربطتت ريم علي كتفها بحزن دفين :
ايوه يا هنيه وياريتني ما نجحت، المهم طمنيني ماما اتعشت كويس وأخذت علاجها قبل ما تنام ولا لاء

نهضت هنيه من الفراش ووقفت امامه هاتفا:
طبعّا يا ست ريم اكلت وخدت العلاج وفضلت تحكي وتتحاكي وتقولي ريم فرحتني  بنجاحها عقبال ما تريح قلبي وتفرحني بجوازها

كانت كلمات هنية عن أمنية والدتها بفرحه زواجها،  مسكين حاد يشق صدرها ويطعن قلبها النازف حسره وندامه علي نفسها وعلي مااذنبت به في حق حمزة وخيانتها لعشيق قلبها فردد بانكسار :
كله باذن الله يا هنيه،  هسيبك بقي تكملي نوم،

هزت هنية رأسه برفض:
نوم ايه بقي الساعه بقت سابعه يدوب اقوم اجهزلكم الفطار واشوف شغلي عن اذنك يا ست ريم

خرجت وتركتها تتجرع مرارة الحسرة  ناظرة الي والدتها التي ضحت بكل ذكرياتها مع أبيها كي لا تجبر علي الزواج من ابن عمها وتكسر فرحتها، لتاتي هي بكل رعونها تكسر فرحتها بيدها، ضغطت علي شفتاها  بغضب من نفسها ودنت من والدتها تقبل راسها بحب محدثا نفسها :
حقك عليا يا ماما بس قبل ما اكسر فرحتك، كسرت قلبي وضيعت مني حبي علشان أحافظ علي أخلاقي وتربيتك فيا والله

هربت دمعه من مثيلاتها فنزلت علي جبهة والدتها فتحت والدتها عينها حين شعرت بها وقالت لها  والقلق يرجف قلبها الضعيف :
حبيبة قلبي وفرحه عمري، بتعيطي ليه، انت جيتي امتي ورجعتي بدري ليه هو في حد زعلك

عانقتها ريم بحنان والقت نفسها علي صدرها تريد أن تبكي وتخفف عن نفسها أحزانها التي تتتغلل داخل جوانحها تدمرها وتكسر روحها الأبية:
لا يا ماما مش بعيط ولا حاجه، عيني بس دمعه من قلة النوم، وانا لسه راجعه مفيش ربع ساعه،

ضمتها بقوة وقالت مازحه رغم أحزانها حتي لا تشعر والدتها بما تعانيها:
متقلقيش عليا انا بخير ومفيش حد زعلني، كل الحكاية اني  متحملتش ابعد عنك والنوم جافي عيني، ما صدقت الشمس طلعت وليست وجيت

رواية ( رهان خاسر) للكاتبة/ سلمي سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن