صراع داخلي

9 3 0
                                    

بعد الحادثة، لم تتوقف ليلى عن التفكير في تصرف آدم الغريب وردة فعله. رغم أنه لم يقل الكثير بعد الحادثة، إلا أن الصمت الذي تركه وراءه كان ثقيلًا. في الأيام التالية، كانت تحاول تجنب أي مواجهة جديدة معه، لكنها لاحظت أنه لم يعد ينظر إليها بنفس الطريقة التي كان ينظر بها إلى الخدم الآخرين. كانت تعلم أن ما حدث قد أثر عليه، وأنه ربما بدأ يراها بشكل مختلف.

من ناحية أخرى، آدم لم يكن قادرًا على نسيان تلك اللحظة. كان يشعر بغضب داخلي من نفسه. كيف سمح لنفسه بأن يترك مشاعره تتسرب هكذا أمام خادمة؟ والأغرب من ذلك، لماذا لم يتمكن من نسيان كلماتها؟ تلك الجملة التي قالتها كانت تطرق في رأسه باستمرار. كانت صحيحة بطريقة ما، لكنه لم يكن مستعدًا للاعتراف بذلك. كانت حياته مبنية على الانضباط والقوة، ولم يكن هناك مجال لضعف المشاعر أو أي تأثر عاطفي.

بدأ الصراع الداخلي يزداد لدى آدم. في كل مرة يرى ليلى تمر أمامه في القصر، يشعر بشيء غريب لا يستطيع تفسيره. كان يحاول البقاء بعيدًا عنها، لكن في كل مرة تكون قريبة، يشعر بأن قلبه ينبض بشكل أسرع. في نفس الوقت، كان يزداد صرامة في تعاملاته مع الآخرين، كأنما يحاول تعويض ذلك الشعور الذي لا يفهمه.

ليلى، على الجانب الآخر، كانت تواجه مشاعر مختلطة. كانت تقدر فرصتها للعمل في القصر، لكن حادثة المزهرية جعلتها تشعر بأنها مراقبة باستمرار. كانت تخشى ارتكاب خطأ آخر، وفي نفس الوقت كانت ترى أن السيد آدم شخص معقد جدًا. كان هناك شيء في شخصيته يجذبها، رغم محاولتها الابتعاد عن أي مشاعر تجاهه.

في نهاية هذا الجزء، تبدأ ليلى بمواجهة نفسها: هل كانت ترى آدم بطريقة مختلفة عن الآخرين؟ ولماذا لا تستطيع نسيان اللحظة التي ردت فيها عليه؟

نبضات خلف الاقنعهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن