الفصل التاسع

2K 202 65
                                    


عذرًا على تأجيل الأمس نظرًا لانشغالي بالعمل طوال اليوم ..

قراءة ممتعة مع الفصل الجديد

>>>>>>>>


الفصل التاسع

كل الخسائر المادية يمكن أن تعوض، إلا فقدان عزيز نفيس، ففراقه يدمي القلوب ويعذب الروح .. قُســاة القلوب لم يمهلوها الفرصة لضم رضيعها، لشم رائحته، للتمتع بوجوده في أحضنها، سلبوه منها قبل أن تملي عينيها منه، قبل أن تحفظ ملامحه. قاموا بحرمانها من قربه بكل ظلم وتجبر، فكيف لها أن تغفر بسهولة جريمتهم الشنعاء؟!

تعمدت "وِزة" التقيؤ عنوة، بوضع إصبعها في حلقها، لتفرغ ما أُجبرت على ابتلاعه من موادٍ مهدئة، لتتمكن من الانتقام من هؤلاء الأشقياء.

ادعت أنها في حالة ما بين اليقظة والهذيان، غير واعية لما يدور حولها، لتتمكن من خداع من حولها، استلقت على الفراش، مواصلة تمثيليتها السخيفة، إلى أن واتتها الفرصة، وتمكنت من التسلل إلى المطبخ، دارت ببصرها على الرفوف، إلى أن تجمدت عيناها على شيءٍ بعينه، اقترب من أحد الأدراج، فتحته واستلت منه هذا السكين الضخم الذي يستخدم في تقطيع اللحوم.

كزت على أسنانها في حرقةٍ، وتوعدها بقلب منكوٍ من لوعة الظلم والفراق:

-نهايتك النهاردة يا مفترية.

أخفته في طيات ملابسها، وعاودت أدراجها إلى داخل الغرفة، تنتظر على أحر من الجمر اللحظة الملائمة للانقضــاض على من أصدرت أمر الإعــــدام –بدم بارد- في حق فلذة كبدها.

...............................

تأنقت، وتألقت، وتزينت، وارتدت عباءتها المميزة المزركشة، تلك التي تجعلها بهية، وندية، لتبدو في أعين ضيفها المميز ذات مظهر لائق فيبدي استحسانه، ويغدق عليها بالمال. صفقت "توحيدة" بيديها في همةٍ وحماس، وراحت تلقي أوامرها على من حولها بغير كللٍ:

-كبيرنا جه تحت، يالا يا بت إنتي وهي، ظبطوا الأعدة...

ثم اتجهت إلى "خضرة" تسألها باهتمامٍ:

-البت "مروة" جهزت؟

أجابتها بإيماءةٍ من رأسها:

-أيوه يا أبلتي، وصيت المقاطيع اللي جوا يروقوا عليها.

شددت عليها بغير تساهلٍ:

-شوفيها بنفسك واطمني، مش عايزة حاجة تقصر رقبتي قصاد الكوبارة.

أطاعتها كالعادة مبتسمة:

-حاضر يا ست الناس كلها.

في تلك الأثناء، انتظرت "وِزة" ذهاب الجميع، وانشغالهم بتنفيذ أوامرها، لتخرج من مخبأها، وتندفع تجاهها بكل عنفوانها وغضبها، ويدها قابضة على السكين بقوةٍ وغل، لتصرخ فجــأة في اهتياج لاعنة إياها بشدة:

فوق جبال الهوان - قيد الكتابةWhere stories live. Discover now