عذرًا على التأخير
كان في مشكلة في فتح الأكاونت
>>>>>>>>>>>>>>>>
الفصل الحادي عشر
يا له من تجبر وتبجح لا يمكن تخيله، فهو يحدث أمام قسم الشرطة، وعلى بُعد عدة أمتار من رجال حفظ الأمن والقانون! لقد صدر الأمر الصارم باختطاف ثلاثتهم، وكأنه لا يوجد أي قانون رادع يسري عليهم. شهقت "دليلة" فزعًا عندما اقترب منها أصحاب الأجساد الضخمة، واحتمت بوالدها، الذي ضمها على الفور تحت ذراعه، وألصقها بصدره ليحميها من بطش هؤلاء العتاة، وراح يصيح فيهم هادرًا:
-محدش يلمس بنتي!
تكلم أحدهم من تلقاء نفسه يحذره:
-يبقى تيجي معانا بالذوق.
رد عليه مُكرهًا:
-طيب.
كان مرغمًا على الذهاب بصحبة ابنته إلى الحافلة الصغيرة، ليجنبها التعرض للمهانة أو الخطر. حاول "كيشو" معالجة الموقف بتوسله غير المُجدي:
-يا ريس "عباس"، إنت فاهم الموضوع غلط، دي مكانتش تقصد، ولو تعرف إن "سِنجة" تبعكم مكانتش جت واشتكت.
دون أن ينظر إليه خاطبه في استعلاءٍ:
-مكانتش أول مرة ليها.
استغرب للغاية من جملته الغامضة، وسأله:
-تقصد إيه بالظبط؟
أخبره على نفس النهج الغريب الباعث على الارتياب:
-مش أنا اللي بقرر.
سأله بقلبٍ يدق في خوفٍ:
-يعني إيه؟
لحظتها استدار برأسه نصف استدارة لينظر إليه، قائلًا بابتسامة خبيثة:
-الكلام مع "الكوبارة" دلوقت.
جحظت عينا "كيشو" في محجريهما، وأخذ يولول في حسرةٍ:
-يا سنة ســـودة ومالهاش ملامح!
انقبض قلب "فهيم" بارتعابٍ وهو يتساءل بعد سماعه لجملته تلك:
-هو في إيه؟
أكد مخاوفه المتزايدة حينما أخبره بتعبيرٍ مذعورٍ احتل كافة قسماته:
-وقعنا في إيد اللي ما بيرحمش حد!
رغمًا عنه ارتعدت فرائصه، ونظر إلى ابنته بخوفٍ متعاظم، فما الذي يمكن أن يحدث لهم، وتحديدًا هي؟!
......................................
لم تتوقف عن معاودة الاتصال بكليهما، وما عزز شعورها بالقلق والتخبط هو تجاهلهما التام لمكالماتها المتتالية. دارت الهواجس في رأس "عيشة"، وأخذت تدور حول نفسها في صالة المنزل، وتتجه للشرفة لتلقي نظرة عابرة على الشارع قبل أن تردد مع نفسها بغير صبرٍ:
YOU ARE READING
فوق جبال الهوان - قيد الكتابة
Não Ficçãoرواية تدور أحداثها في الضواحي والأحياء الشعبية