بارت 16

2 2 0
                                    

كان الجو مشحوناً بالتوتر، والسماء ملبدة بالغيوم الثقيلة، وكأن الطبيعة نفسها تحذرهم من المعركة القادمة. جلس فهد في غرفة الاجتماعات مع فريقه، عينيه تركز على كل فرد منهم. كان يعلم أن هذه المعركة ستكون حاسمة، وأنه ليس هناك مجال للخطأ.

فهد بنبرة حازمة: "كل المعلومات اللي جمعناها بتأكد إن المواجهة دي مش هتكون زي أي مواجهة قبل كده. الظل الباقي جهز خطة ضخمة عشان يدمر استقرار المنطقة بالكامل. المرة دي مش هنسكت."

لينا، التي كانت تجلس بجانبه، أضافت: "كلنا عارفين إن ده يمكن يكون أخطر عملية لينا، بس إحنا مستعدين. مش هنسمح لهم ينفذوا خطتهم."

ليلي كانت تستعرض خريطة القاعدة التي يختبئ فيها قادة الظل الباقي: "القاعدة محصنة بشكل كبير، ومعظمها تحت الأرض. لو قدرنا نسيطر على أنظمة التحكم الإلكترونية، هنقدر نعطل كل الدفاعات."

ليث، بابتسامة واثقة: "سيبوا الجزء ده عليّ. هقدر أختراق أنظمتهم خلال دقائق."

---

بدأ الفريق في تجهيز أنفسهم للمهمة. الجميع كان يدرك مدى خطورة المهمة، لكنهم كانوا مستعدين لتقديم أي تضحية. ارتدى فهد ولينا بدلاتهم التكتيكية، وجاهزا أسلحتهما.

في الطريق إلى القاعدة، كان الصمت يلف السيارة المدرعة التي تقلهم. لم يكن هناك مكان للكلام الآن، الجميع كان غارقاً في أفكاره. فهد كان يتذكر أخيه الراحل رعد، وكيف فقده في معركة مشابهة. كان يعلم أن كل قرار سيتخذه الليلة سيكون له عواقب.

---

عند وصول الفريق إلى القاعدة، بدأت العملية. كانت الكاميرات وأجهزة الاستشعار تغطي كل زاوية، لكن ليث كان سريعاً في اختراق أنظمتها. في أقل من دقيقتين، أصبحت القاعدة في ظلام تام.

تسلل الفريق داخل القاعدة بصمت، لكنهم لم يكونوا وحدهم. كانت القوات الخاصة التابعة لـالظل الباقي تراقبهم عن قرب. في لحظة خاطفة، انطلقت الاشتباكات. كانت المعركة عنيفة وسريعة، لكن الفريق استطاع التقدم.

فهد ولينا قاتلا بجانب بعضهما البعض، يتبادلان إطلاق النار والغطاء. كانت الكيمياء بينهما في القتال واضحة، وكل حركة كانت محسوبة بعناية.

---

بينما كان الفريق يقترب من مركز القيادة، وجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع قادة الظل الباقي. كان قاسم يقف في المقدمة، يبتسم بثقة.

قاسم بسخرية: "فاكر إنك هتقدر توقفني يا فهد؟ المعركة دي انتهت قبل ما تبدأ."

فهد بنبرة هادئة، لكنها مليئة بالغضب: "لسه في فرصة أخيرة. سلم نفسك وانقذ اللي تقدر تنقذه."

قاسم ضحك بصوت عالٍ، ثم أشار بيده ليبدأ رجاله الهجوم. كانت المعركة النهائية قد بدأت.

شبح المخابرات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن