بارت 14

4 2 0
                                    

بعد الانتصار الصعب الذي حققه فهد ورفاقه على الزعيم وقاسم، عاد الفريق إلى قاعدتهم الرئيسية، يحملون شعورًا مختلطًا بين النصر والحذر. كل فرد من الفريق كان غارقًا في أفكاره، يحاول هضم ما حدث. كيف يمكن لشخص مثل قاسم، الذي كان يعتبر واحدًا من أفضل عناصرهم، أن يخونهم؟ كانت هذه الخيانة تترك وراءها الكثير من التساؤلات، لكنهم كانوا يعلمون أن الوقت ليس في صالحهم.

في صباح اليوم التالي، جلس فهد في مكتبه يقرأ التقارير التي جمعتها لينا وليليان. كانت التقارير تشير إلى وجود خيوط جديدة عن أماكن وجود خلايا أخرى لـالظل الباقي، والزعيم الجديد الذي خلف الزعيم القديم لم يكن أقل خطرًا.

دخل رعد المكتب بهدوء وقال: "إحنا لازم نتحرك بسرعة قبل ما العدو يقوى تاني. معركتنا اللي فاتت علمتهم درس، بس مش كفاية. لازم نضربهم قبل ما يلحقوا ينظموا صفوفهم."

أومأ فهد بالموافقة وقال: "عايزك تكلف الفريق ببدء التجهيز للخطوة الجاية. مفيش وقت نضيعه."

---

في الوقت ذاته، على الجانب الآخر من العالم، كان الظل الباقي يعيد ترتيب أوراقه. القادة الذين نجوا من المعركة السابقة كانوا يجتمعون في قاعدة سرية جديدة. الزعيم الجديد، الذي كان يعرف بلقب "العقرب"، كان يجلس في غرفة القيادة، يدرس بعناية تحركات فهد وفريقه.

العقرب كان رجلًا ماكرًا وذكيًا للغاية، على عكس سلفه. لم يكن يتعامل بالقوة فقط، بل كان يستخدم الخداع والاستراتيجية المعقدة. قال العقرب بابتسامة خبيثة لأحد مستشاريه: "فهد وفريقه بيعتقدوا إنهم انتصروا، لكن دي كانت مجرد معركة صغيرة. الحرب لسه في بدايتها."

ثم أضاف: "عايزك تجهز كل الموارد اللي عندنا. هنضربهم ضربة قاضية، ضربة مش هيقدروا يقوموا منها أبدًا."

---

في هذه الأثناء، كان الفريق يعمل على تعزيز قدراتهم واستعدادهم للمرحلة المقبلة. لينا كانت تتدرب بشدة في صالة الألعاب، تستعد لمواجهة أي مفاجآت. كانت تعلم أن المرحلة القادمة ستكون أصعب، وأن العدو سيحاول استهداف نقاط ضعفهم.

ليلي وليث كانا يعملان على تحسين الأنظمة الأمنية للفريق، وخلق شبكات جديدة تساعدهم في التفوق على العدو. كانوا يعلمون أن المعركة القادمة لن تكون فقط على الأرض، بل أيضًا في الفضاء الإلكتروني.

رعد وفهد كانا يراجعان الخطط العسكرية، ويبحثان عن أي ثغرة يمكن أن يستغلها العدو.

---

بعد أسبوع من التحضيرات المكثفة، تلقى الفريق معلومة غير متوقعة. أحد المخبرين السريين داخل الظل الباقي أرسل لهم رسالة مشفرة تشير إلى أن العقرب يخطط لعملية كبرى تستهدف أحد المواقع الحكومية الحساسة. كانت هذه العملية تهدف إلى شل الأنظمة الدفاعية في عدة دول، مما سيمنح الظل الباقي فرصة للسيطرة على مصادر القوة والموارد.

اجتمع الفريق على الفور لبحث هذه المعلومات. قال فهد بنبرة حادة: "مفيش مجال للتردد. العملية دي لو نجحت، العالم كله هيقع تحت سيطرتهم."

لينا أضافت: "لازم نوقفهم بأي ثمن. عندنا الفرصة دلوقتي نوجه ضربة حاسمة ليهم."

---

تحرك الفريق بسرية تامة نحو الموقع المستهدف. كانت خطتهم تعتمد على التخفي والتسلل إلى قلب مقر العدو قبل تنفيذ العملية. لكنهم كانوا يعلمون أن أي خطأ قد يكلفهم حياتهم.

عند وصولهم، بدأت الأمور تتعقد. الحراس كانوا أكثر عددًا وتسليحًا مما توقعوا، والتكنولوجيا المستخدمة في حماية المقر كانت متقدمة جدًا. لكن الفريق كان مستعدًا لمواجهة أي تحدٍ.

فهد ورعد تسللا إلى غرفة القيادة، بينما كانت لينا وليليان تعملان على تعطيل الأنظمة الإلكترونية. كل خطوة كانت محسوبة بدقة، وكل تحرك كان مدروسًا بعناية.

-----

بينما كانوا على وشك تنفيذ ضربتهم النهائية، حدث شيء غير متوقع. اكتشفوا أن العقرب كان يعرف بتحركاتهم طوال الوقت، وأنه كان ينتظرهم في الفخ.

في لحظة واحدة، تغير كل شيء. أصوات الإنذارات ملأت المكان، والعدو بدأ يهاجمهم بشراسة. كانت المعركة التي تلت ذلك هي الأصعب في حياتهم. الرصاصات والانفجارات كانت في كل مكان، والفريق كان يحاول النجاة بكل ما أوتي من قوة.

لكن وسط الفوضى، حدث ما لم يكن في الحسبان. فهد تم استهدافه بشكل مباشر من قبل العقرب، الذي ظهر بنفسه في الميدان. كانت المواجهة بينهما هي الأشرس، وكان كل طرف يحاول القضاء على الآخر.

---

في اللحظة التي شعر فيها الفريق أن كل شيء قد ينتهي، قرر رعد التضحية بنفسه لحماية أخيه فهد. قفز أمامه في اللحظة الأخيرة ليحميه من رصاصة قاتلة أطلقها العقرب.

سقط رعد على الأرض، وهو ينظر إلى فهد بابتسامة: "خد بالك من الفريق... وكمل اللي بدأناه."

فهد شعر بالغضب والحزن، لكن لم يكن لديه وقت للتفكير. كان يعلم أن العقرب يجب أن يسقط. بدافع من تضحية أخيه، استجمع كل قوته وشن هجومًا شرسًا على العقرب، وانتهت المعركة بمقتل الزعيم الجديد لـالظل الباقي.

---

بعد انتهاء المعركة، عاد الفريق إلى القاعدة، لكنهم كانوا محطمين نفسيًا. فقدوا رعد، الذي كان واحدًا من أقوى أعضاء الفريق. كان الجميع في حالة من الصدمة، وكان فهد يشعر بالذنب لأنه لم يستطع حماية أخيه.

لكنهم كانوا يعلمون أن الظل الباقي لم ينتهِ تمامًا. رغم مقتل العقرب، إلا أن الخلايا النائمة لا تزال موجودة، وأن هناك زعماء جدد قد يظهرون في المستقبل.

في نهاية اليوم، جلس فهد وحده في غرفة القيادة، وهو ينظر إلى صورة رعد، متذكرًا آخر كلماته. كان يعلم أن الحرب لم تنتهِ بعد، وأنهم يجب أن يستمروا في القتال، مهما كانت التضحيات.

---

النهاية المؤقتة

كانت هذه مجرد معركة في حرب طويلة. الأبطال ما زالوا واقفين، لكنهم يعلمون أن الطريق أمامهم مليء بالتحديات والألم.

شبح المخابرات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن