بارت 17

6 2 0
                                    

في هدوء الليل العميق، جلس فهد وحده في مكتبه الذي أصبح مسرحاً لكل القرارات المصيرية في حياته. ضوء خافت يتسلل من النافذة بينما كان يتأمل في السقف، وكأنه يبحث عن إجابات لأسئلة بدأت تثقل كاهله منذ فترة. منذ آخر مواجهة مع الظل الباقي، لم يتوقف الشعور بالغموض الذي يلتف حوله. رغم الانتصارات العديدة، إلا أن هناك شيئاً لم يكن على ما يرام.

تسللت إلى ذاكرته لحظات من الماضي، تلك الأوقات التي كان فيها شاباً طموحاً، يحلم بتغيير العالم. في تلك الأيام، لم يكن يعرف ما ينتظره في حياته العملية داخل المخابرات. كان يرى الأمور بالأبيض والأسود: الخير والشر. لكن الآن، الأمور لم تعد بهذا الوضوح.

بينما كان غارقًا في أفكاره، دقّ هاتفه، وكسر الصمت الذي كان يحيط به.

لينا بنبرة هادئة لكن جادة: "فهد، لازم تتكلم مع الفريق. في تقرير جديد وصلنا، ممكن يقلب كل حساباتنا."

---

في الصباح التالي، اجتمع الفريق في غرفة العمليات. كان الجميع يشعر بالقلق والانتظار، يعلمون أن هناك شيئًا كبيرًا قادمًا. كانت ليليان أول من بدأ بعرض التقرير الجديد الذي وصل للتو من مصادر غير معروفة.

ليليان وهي تنظر إلى الشاشة الكبيرة: "التقرير بيقول إن في خلية جديدة ظهرت فجأة، وإنهم بيرتبوا لعملية ضخمة، أكبر من كل اللي عملوه قبل كده. والأخطر إن التقرير ما جاش من مصادرنا المعتادة."

فهد بنبرة متحيرة: "يعني إيه؟ منين جت المعلومات دي؟"

ليلي: "مش معروف. ده اللي بيخلينا في موقف صعب. ممكن يكون فخ، أو ممكن تكون معلومات حقيقية، بس لو صح، إحنا قدام تهديد جديد."

تحدث سيف، الذي كان يجلس بجانب لينا: "ما نقدرش نتجاهل المعلومات دي، حتى لو مش متأكدين من مصدرها. لو فعلاً في خلية بتحضر لعملية كبيرة، لازم نكون جاهزين."

---

بعد الاجتماع، بدأ الشك يتسرب إلى قلب فهد. طوال السنوات الماضية، كان يعتمد على فريقه، ولكن التقرير الغامض جعل الأمور تبدو مختلفة. من هو الشخص الذي أرسل المعلومات؟ وهل يمكن أن يكون هناك خيانة داخل الفريق؟

جلس مع لينا في مكتب جانبي بعد الاجتماع، يتناقشون بصوت منخفض.

فهد: "مش قادر أهضم فكرة إن التقرير ده جه من مصدر مجهول. حسيت بشيء غريب من لحظة ما وصل."

لينا بنبرة داعمة: "أحيانًا غريزة الشك بتكون ضرورية في شغلنا. بس إحنا لازم نكون واقعيين، سواء كانت المعلومات دي صحيحة أو لا، في حاجة مش طبيعية بتحصل. وأنا مش هقدر أتحمل فكرة إننا نفقد حد تاني."

كان حديثهم يعكس توترًا عميقًا في نفوسهم. كلاهما مر بتجارب مريرة من الخيانة في الماضي، وكانت تلك الذكريات حاضرة في عقولهم الآن.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 2 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شبح المخابرات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن