بارت 5

38 6 10
                                    

السماء كانت تمطر بغزارة، وكأن الطبيعة تحاول غسل الأرض من الأوساخ التي خلفتها المؤامرات والخيانة. كانت أضواء السيارات السوداء تلمع في الظلام بينما يتحرك فريق فهد نحو الهدف التالي. كانت هذه الليلة حاسمة؛ كل خطوة كانت محسوبة بدقة، لكن ما لم يكن يعرفه الفريق أن العدو قد استعد لهم جيدًا.

---

داخل أحد المستودعات المهجورة على أطراف المدينة، جلس عاصي عبدالعزيز الجارحي في زاوية مظلمة. كان يضع سماعات على أذنيه، يستمع إلى ما يدور في مكالماته المشفرة مع مليكة. كان يدرك أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة، وأن المواجهة مع فهد وفريقه أصبحت وشيكة.

"مليكة، انتِ متأكدة من الخطة؟" سأل عاصي بصوت منخفض، يحاول السيطرة على توتره.

صوت مليكة جاء هادئًا من الطرف الآخر: "مش قدامنا خيارات كتير يا عاصي. إما إننا نضربهم قبل ما هم يضربونا، أو اللعبة هتنتهي لصالحهم."

كان عاصي يعلم أن مليكة لم تخذله أبدًا. منذ أن بدأت في العمل معه، كانت دائمًا تعرف كيف تخطط وتتصرف بذكاء. لكن الآن، الأمور تغيرت. الخطر لم يكن فقط من عائلة الجارحي، بل من كل من يتربص بهم في الظل.

"هنضرب الليلة." قال عاصي بنبرة قاطعة. "خلي كل الناس مستعدين. الموجة الأولى تبدأ عند منتصف الليل."

---

علي جانب الآخر

في مقر المخابرات، كان فهد ورعد وقاسم يستعدون للخطوة التالية. المعلومات التي جمعوها مؤخرًا تشير إلى أن عاصي يستعد لضربة كبيرة. الفريق كان على أتم الاستعداد، ولكن كان عليهم أن يكونوا حذرين. كان كل شيء يشير إلى أن عاصي قد وضع خطته بشكل دقيق، وأي خطوة خاطئة قد تكلفهم حياتهم.

"احنا عارفين إن عاصي مش هيسيبهلنا بسهولة. بس لو قدرنا نوقف العملية اللي مخطط لها، هنقدر نكسب جولة حاسمة." قال فهد بنبرة صارمة وهو ينظر إلى الشاشة التي تعرض خريطة تحركات عاصي.

لينا، التي كانت تراقب التحليلات على الكمبيوتر، رفعت رأسها وقالت: "عندنا فرصة واحدة بس يا فهد. لو فشلنا الليلة، مش هنقدر نلاحقه تاني."

"أنا عارف." رد فهد وهو ينظر إلى أعضاء فريقه. "هنبدأ المداهمة بعد ساعة. كل واحد منكم عارف دوره، ما ينفعش نرتكب أي أخطاء."

-----

بعد ساعة من التحضيرات، بدأ الفريق التحرك نحو المستودع الذي تم تحديده كموقع لانطلاق العملية التي يديرها عاصي. كان المستودع محاطًا بحراس مدججين بالسلاح، لكن الفريق كان مستعدًا لكل الاحتمالات. رعد كان يقود الفريق المهاجم الذي سيتسلل من الجهة الخلفية، بينما قاسم سيقود الفريق الذي يتولى تعطيل الأنظمة الأمنية.

"المكان محصن كويس جدًا، بس عندنا خريطة للموقع. أول ما ندخل، لازم نسيطر على غرفة العمليات قبل ما يبدأوا في أي تحركات." قال فهد وهو يعطي الأوامر النهائية.

شبح المخابرات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن