بارت 15

4 2 0
                                    

مرت أيام ثقيلة بعد وفاة رعد. الجميع في الفريق كان يعاني من خسارته، لكن الخسارة الأكبر كانت من نصيب فهد. أخيه التوأم، الذي كان يشاركه كل خطوة، لم يعد بجانبه. كان ينعزل في غرفة التدريبات لساعات طويلة، يفرغ غضبه وحزنه في تدريبات عنيفة، لكنه لم يكن قادرًا على تجاوز الألم.

في إحدى الليالي، جاءت لينا إلى غرفة التدريبات. وقفت على باب الغرفة وهي تراقب فهد يمارس القتال بلا هوادة. لم يكن يتوقف، وكأنما كان يحاول الهروب من شيء بداخله.

لينا، بنبرة هادئة: "فهد... كفاية. ده مش هيحل حاجة."

توقف فهد، وهو يتنفس بصعوبة، ينظر إليها بعينين غارقتين في الألم. "رعد مات عشان يحميّني... وأنا معرفتش أحميه."

لينا تقدمت نحوه بخطوات بطيئة، وضعت يدها على كتفه وقالت بحزم: "رعد اختار يموت عشانك، عشان الفريق، عشان المهمة. إحنا لازم نكمل اللي بدأه، مفيش طريق تاني."

أومأ فهد بصمت. كان يعلم أن كلامها صحيح، لكن الجرح كان عميقًا.

---

مهمه جديده

بعد عدة أسابيع من التعافي النفسي والاستعداد، تلقى الفريق معلومات حساسة جدًا من مصدر مجهول. كانت تلك المعلومات تشير إلى خطة جديدة تمامًا لـالظل الباقي، خطة يمكن أن تدمر اقتصاديات دول العالم الكبرى في ضربة واحدة.

اجتمع الفريق في غرفة القيادة. ليليان كانت تعرض التفاصيل على الشاشة: "دي أكبر عملية خطط لها الظل الباقي لحد دلوقتي. الهجوم ده هيكون شامل. لو نجحوا، مش هنقدر نلحق نوقفهم."

فهد كان يجلس على رأس الطاولة، وعيناه تركزان على كل تفاصيل الخطة. بعد لحظة صمت، قال: "الخطة دي لازم نفشلها بأي ثمن. أي نقطة ضعف في خطتهم؟"

ليث، الذي كان يعمل مع الفريق التقني، قال: "النقطة الوحيدة اللي ممكن نستغلها هي أنظمة الأمان الإلكتروني الخاصة بيهم. لو قدرنا ندمّر الشبكة الرئيسية بتاعتهم، هنعطل كل العمليات."

لينا أضافت: "لكن دي مش عملية بسيطة. إحنا بنتكلم عن اختراق أنظمة من أقوى الشبكات في العالم. أي خطأ هيكلفنا كتير."

فهد وقف وقال بثقة: "مفيش مجال للخطأ. هننفذ العملية دي بسرعة ودقة. الكل يكون جاهز خلال 48 ساعة."

----

على مدار اليومين التاليين، كان الفريق يعمل دون توقف. كانوا يعلمون أن العملية القادمة قد تكون الأكبر والأخطر في حياتهم.

فهد قاد التدريبات بنفسه. كان يراقب كل خطوة يقوم بها الفريق، يتحقق من جاهزيتهم. كانت هناك نظرات احترام وصمت عندما يتحدث، فهو الآن لم يعد فقط قائدًا، بل رمزًا للإصرار على مواجهة الظلام.

لينا كانت تعمل مع ليليان وليث على خطة الاختراق الإلكتروني. كانت الأنظمة التي سيتعاملون معها متقدمة جدًا، ولم يكن لديهم إلا فرصة واحدة لإتمام المهمة بنجاح.

في الليلة التي تسبق العملية، جلس الفريق معًا لتناول العشاء. كانت هناك لحظات من الضحك الخفيف والتوتر في الوقت ذاته. الجميع كان يعلم أن الغد سيكون حاسمًا، وأن حياتهم على المحك.

---

في فجر اليوم التالي، انطلق الفريق نحو مقر العدو. كانت الخطة تعتمد على الهجوم من ثلاثة محاور: فريق على الأرض للتسلل إلى داخل المقر، وفريق آخر للسيطرة على الأنظمة الإلكترونية، وفريق ثالث يعمل على تأمين الطريق للهروب.

عند وصولهم إلى الموقع، بدأ الفريق في التحرك بحذر. فهد ولينا قادا الهجوم الأرضي، حيث كانا يتسللان بين الحراس والأجهزة الأمنية المتطورة. كل خطوة كانت محفوفة بالمخاطر، لكنهم كانوا يتحركون بثقة.

في الوقت نفسه، كانت ليليان وليث يعملان على اختراق الأنظمة الإلكترونية. كان الضغط عاليًا جدًا، وأي خطأ قد يكلفهم العملية بأكملها.

---

بينما كان الفريق يقترب من الهدف الرئيسي، ظهرت مفاجأة غير متوقعة. قاسم، الذي كان الجميع يعتقد أنه قُتل في المواجهة السابقة، ظهر من جديد. كان يقف في قلب المقر، ينتظرهم بابتسامة خبيثة.

فهد توقف في مكانه، وعيناه مليئتان بالغضب: "إنت لسه عايش؟!"

قاسم، ببرود، رد: "أنتوا اللي كنتوا ساذجين. تفتكروا إن المعركة خلصت؟ ده لسه البداية."

كانت المواجهة بينهما لا مفر منها. فهد ولينا دخلا في معركة شرسة مع قاسم وحراسه. كانت الأسلحة والمهارات المستخدمة متقدمة جدًا، وكان كل طرف يحاول القضاء على الآخر.

---

بعد معركة شرسة دامت لساعات، استطاع الفريق أخيرًا هزيمة قاسم، لكن الثمن كان غاليًا. أثناء المواجهة، تعرض ليث لإصابة خطيرة أثناء محاولته تأمين الأنظمة الإلكترونية. رغم ذلك، تمكن من إتمام المهمة وتعطيل شبكة العدو، مما أدى إلى إيقاف الخطة الكبرى لـالظل الباقي.

فهد ركع بجانب ليث بعد انتهاء المعركة، وهو يمسك بيده. كان يعلم أن ليث قد قدم تضحية عظيمة، مثلما فعل رعد من قبل.

لينا كانت تقف بجانبهم، ودموعها تنهمر. "ليه كل ده بيحصل؟ ليه لازم نخسر حد كل مرة؟"

فهد، بنبرة حزينة لكنها قوية، قال: "دي طبيعة المعركة اللي احنا فيها. كل خطوة بنقدم فيها تضحيات، لكن لازم نكمل."

---

عاد الفريق إلى القاعدة بعد المهمة، ورغم أنهم نجحوا في إحباط خطة العدو، إلا أن الألم كان يطغى عليهم. ليث تم نقله إلى المستشفى، وحالته غير مستقرة.

كان الجميع يشعرون بعبء المسؤولية الثقيلة التي تقع على عاتقهم. لكنهم كانوا يعلمون أن المعركة لم تنتهِ بعد، وأن الظل الباقي لا يزال يشكل خطرًا على العالم.

في الأيام التي تلت العملية، بدأ فهد في وضع خطط جديدة. لم يعد هناك مجال للتراجع، وكان يعلم أن الجولة القادمة ستكون حاسمة.

---

النهاية المؤقتة

المعركة مستمرة، والتحديات تزداد صعوبة. الفريق يعاني من الخسائر، لكنهم يعلمون أن عليهم الاستمرار في مواجهة الظلام مهما كانت التضحيات.

شبح المخابرات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن