عادت الأضواء إلى المبنى بعد دقائق من المواجهة مع عاصي، لكن الشعور بالخطر كان لا يزال حاضرًا بقوة. عاصي لم يكن يتحدث من فراغ؛ لقد لعب بأوراقه بعناية شديدة. ورغم أنهم تمكنوا من النجاة من الفخ، إلا أن الغموض حول الهدف الحقيقي للشحنة جعل فهد ولينا يشعران وكأنهما يسيران في متاهة لا نهاية لها.
فهد جلس على حافة إحدى الجدران المهجورة خارج المبنى، يتأمل المكان حوله. نظر إلى لينا التي كانت تمسح قطرات العرق عن جبينها بعد المعركة العنيفة. برودة الليل كانت تتسلل إليهم، لكنها لم تكن كافية لتهدئة العواصف الداخلية.
"كنا متأكدين إن الشحنة هنا... عاصي خدعنا." قالت لينا، وهي تنظر نحو الشاحنة الفارغة، وقد بدا على وجهها مزيج من الغضب والإحباط.
فهد لم يرد للحظة، ثم قال ببرود: "المشكلة مش بس في عاصي. هو مش بيشتغل لوحده. عارف أن اللعبة أكبر من مجرد شحنة مخفية."
"طب إيه الحل؟ نرجع للمقر ونستنى الخيوط تتكشف لوحدها؟ الوقت مش في صالحنا يا فهد." ردت لينا، وهي تضغط على أعصابها.
ابتسم فهد تلك الابتسامة التي اعتادت عليها. كانت الابتسامة الهادئة التي تسبق اتخاذ القرارات الكبيرة. "الحل في واحد من الاتنين: يا إما ننصب لعاصي فخ زي ما هو نصب لنا، يا إما نلاقي نقطة ضعف في الشبكة اللي بيحركها."
---
بعد ساعات قليلة من الاشتباك، عاد فهد وفريقه إلى مقر المخابرات. كان المكان مزدحمًا بالمحللين والمحققين الذين يحاولون جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول تحركات عاصي وشبكته. رعد كان واقفًا بجانب لوحة كبيرة مليئة بالخرائط والصور.
"أخباركم؟ شكلكم ما رجعتوش بأي حاجة جديدة؟" قال رعد بسخرية خفيفة.
"الشحنة مكانتش في المكان، وعاصي كان مستنينا بفخ محكم." قال فهد وهو يقترب من اللوحة ويبدأ في تفحص المعلومات الموجودة عليها.
"دايمًا سابقنا بخطوة، بس المرة دي عندي إحساس إننا أقرب مما نتوقع." قال قاسم وهو يدخل الغرفة، يحمل بين يديه ملفًا ضخمًا مليئًا بالمستندات.
"إحساسك دايمًا مضبوط، بس خلينا نعرف إيه الجديد." قال فهد وهو يأخذ الملف من يد قاسم.
فتح فهد الملف وبدأ في قراءة المستندات بسرعة. كانت تحتوي على معلومات حول تحركات مشبوهة لشبكة دولية تتاجر بالأسلحة والمعلومات الحساسة. لكن ما لفت انتباهه كان وجود اسم برق عاصي الجارحي، ابن عم فهد وصديق طفولته.
"برق متورط؟" سأل فهد بصوت خافت وهو يرفع عينيه نحو قاسم.
"المعلومات اللي جمعناها لحد دلوقتي بتشير إن برق مش بس متورط، ده كمان واحد من القيادات الأساسية للشبكة. كان بيشتغل في الخفاء تحت ظل عاصي، لكن دلوقتي دوره بقى أكثر وضوحًا." أجاب قاسم وهو يشير إلى خريطة توضح تحركات برق الأخيرة.
أنت تقرأ
شبح المخابرات
Aventuraعنوان القصة: شبح المخابرات النوع: إثارة، مغامرة، رومانسي، دراما وصف القصة: تدور أحداث "شبح المخابرات" حول فهد فاروق الجارحي، شاب يبلغ من العمر 25 عامًا ويعمل في جهاز المخابرات المصري بلقب "شبح المخابرات". يتميز فهد بشخصيته الغامضة والباردة التي تخفي...
