" رُفَقَاءُ دَرَّبَ. "

8_" لِقَاء بَعْدَ فِرَاقٍ. "

( الفَـــــصـــلِ الـثَـــــــامِــــــن )
#حنين_العربي
#رُفَقَاءُ دَرَّبَ.

قبل ما أبدأ حابة أقول تذكير بسيط كدا، ليا قبلكم حتى، و أتمنى أن محدش يتخطاه.

وسط زحمة الدُنيا و صعوبتها، و أحنا كل مدى تعبنا فيها بـيزيد كتر، وسط الهموم و الضغوطات و التعب النفسي و الجسدي، المشاكل المادية، المشاكل العائلية، مشاكل الدراسة حتى .. كل إنسان فينا عنده مشكلة بـإختلاف صعوبتها، إلا أن دا ميفرقش حاجة في كونها مشكلة!، حابة افكركم و افكرني معاكم، أن دي دُنيا، فانية!، مننساش هدفنا الأساسي من وجودنا هنا و أن الخمسين، مية سنة اللي هنعشهم دول ميجوش حاجة في دار الخلود في الآخرة، و أن في الآخر خالص كـأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيةً أو ضُحاها!!، متنساش و متضلش علشان أنك تلاقي طريقك بعد ضلالة بـتبقي مشّقَة أوي على الإنسان، فـأفتكر أننا كل دا في مرحلة ما قبل الحياة، و يا نرتاح خمسين، مية سنة و نشقى عمر كامل، يا نتعب فيهم و نرتاح عمر كامل، فـكل ما تحصل حاجة تضايقك في الدُنيا دي، أسأل نفسك سؤال واحد بس، هيَ الحاجة دي مكملة معايا في آخرتي؟ مشكلة الشغل دي مكملة؟ طب درجة الامتحان حتى؟، طب الخناقة دي هتفضل معايا في الآخرة؟ المشكلة دي هتفضل موجودة؟، الإجابة لو كانت لأ يبقى متشيلش همّ، بس برضو ركز أن لو درجة الامتحان مكملتش بس سخطك و عدم رضاك و قولك أنه ليه يا رب أنا تعبت دا هيكمل معاك ذنوب، و الخناقة مش مكملة بس ذنب أغتيابك لـلـشخص اللي أنتَ اتخانقت معاه دا مكمل، متضلش الطريق و حرم الحرام حتى لو أنتَ بـتعمله يمكن يجي يوم و تتوب و أفتكروا أن الأغاني حرام لو الكل سمعها، و اللبس الشرعي فرض لو الكل تَبرّج، و المكياج حرام لو الكل حطه، و غض البصر فرض ولو تعرىٰ خلق الله كلهم .. فـالخلاصة، لا تحزن أن الله معنا، ولا تقنط من الرحمة الله ولا تيأس، فـأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون!.

________________________________

﴿ وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَذۡهَبَ عَنَّا ٱلۡحَزَنَۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٞ شَكُورٌ ﴾ [سورة فاطر]

.....

_" و مين قالك أني زعلان منك أصلاً؟!"

كان هذا رد صهيب بـحنان مدعياً التعجب، و قد ظهر التعب في صوته، فيما شدد نوح من احتضانه دون أن ينتبه لـمرضه، فـآن الآخر بـخفوت لكنه لم يظهر ذلك و أبتسم يمسح على رأسه بـحنانه المعتاد الذي إذا وزِعَ على أهلِ الأرض لـكفاهم!، فيما أزداد نوح من عناقه يطمع في أن يأمن بعد كل هذا التشتت و الخوف، لكن مهلاً، لما مازال خائفاً؟، بـحركة تلقائية منه شدد على احتضان الآخر حتى شعر بـالألم لأنه مازال متعب، ثم تحدث بـهدوء يمازحه بـنبرة متعبة

_" خلاص يا عم هفطس أنا تعبان خلقة، هوَ أنا بقالي قد ايه نايم ولا ايه؟"

لم يجيبه نوح و تذكر بـسرعة و ركض لـلـخارج يحضر طبيباً بـأسرع ما لديه، فيما نظر صهيب في أثره بـذهول يحاول حتى تذكر ما حدث بعد خروج نوح من سطح المنزل، و في الخارج أخبر نوح الجميع أن أبيه استفاق بـنبرة فرحة كـما لو أن عيده جاء الليلة، و قد ذهب الجميع معه بـسرعة، الطبيب و تأني و عيسى، و ما أن اطمئن الطبيب على سلامته أبتسم بـهدوء و تحدث بـعملية