( الفَـــــصـــلِ الـسَـــــــابِــــــع )
#حنين_العربي
#رُفَقَاءُ دَرَّبَ.________________________________
﴿ وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرّٖ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ وَإِن يُرِدۡكَ بِخَيۡرٖ فَلَا رَآدَّ لِفَضۡلِهِۦۚ يُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [سورة يونس]
........
" مهما قيل عن الكسور و أن كل كَسرٍ يمكن جَبره، فـسـأظل أؤمن أن ما كُسِرَ لا يُصلح، ولو بُنىٰ لك قلباً غير قلبك، سـيبقى قلبك الحقيقي مكسوراً، و سـتبقى الحقيقة التي لا مفر منها هيَ وجود الكَسر في قلبك على مر الزمان."
_" قوله يجي .. بس مشوفش وشه في مكان أنا موجود فيه، يـشـوفـنـي أنـا فـيـن و يـبـعـد عـنـي!!"
كان هذا قول تأني بـجمود و قسوة، نبرة جافة قتلت ما تبقى من قلب نوح و زادت فيه شعوره بـالندم، لكنه طلب من عيسى أن يفتح مكبر الصوت بـنبرة ملهوفة لـلـحديث مع تأني و قد امتثل عيسى لـمطلبه، تحدث بـصوتاً مبحوح يرجوه و يأمل في كرمه، و قد كان في أقصى مراحل ضعفه الآن
_" خالو بالله عليك خليك جنبي متسبنيش لوحدي، على فكرة لو بابا كان هنا دلوقتي مكنش هيرضالي بـكل ده، كان زمانه حن عليا مهما عملت و جالي، مكنش هيسيبني لوحدي مهما عملت"
جاءه الرد منفعلاً من تأني الذي يقوده غضبه و خوفه الشديد على صاحبه
_" و في المقابل بقى أنتَ عملت إيه بعد ما كان بقاله شهرين منورلك صوابعه العشرة شمع علشان بس يخرجك من زعلك؟!، عارف يا نوح أنتَ متستحقش حد زي صهيب يبقى أبوك"
كَذِبوا حين قالوا إن الإنسان يموت مرة واحدة، فـتقريباً كانت تلك الموتة الثالثة لـنوح، و المُوجِع أن موتته كانت و هوَ على قيد الحياة!!، هتف بـنبرة موجوعة محشرجة يلوم نفسه و قد بدأ في طريقه لـكُرهِها بـالفعل
_" أنتَ معاك حق، أنا فعلاً مستحقش حاجة و اللهِ، بس ممكن متسبنيش لوحدي؟ لو مش علشاني و أنا مستحقش حاجة من حد أساساً، أنا عارف، بس علشان صاحب عمرك اللي أنا إبنه، أو علشان أي حد بـتعزه بـيحبني، إنما أنا عارف أني مستاهلش"
نبرته و كلماته كما لو أنهم نقلوا الوجع منه لـصديقه الذي حزن عليه جداً، و كذلك تأني كاد قلبه أن يرق عليه، لكنه أتخذ نهج القسوة و كان ذلك أسوأ ما فعل في حق نوح حينما نطق بـجمود يتجاهل حديثه بـالرغم من كونه مازال يتردد في أذنه
_" تعالى يا نوح المستشفي، و أنا لسة عند كلمتي، تشوفني أنا فين و تقعد بعيد عني، مش عايز اشوفك قريب مني حتى في أي مكان أنا موجود فيه"
الكَسر الذي لا يعلم عدده تلك الليلة في قلبه، حاول تجاهله و تجاهل قلبه الذي كاد أن يخرج من مكانه، و رد بـنبرة لا حياة فيها مشابهةً لـجمود الآخر، ليس قسوةً و إنما هوَ فقد روحه و تاه يبحث عنها الآن، و ليس لُقياها بـسهل
أنت تقرأ
" رُفَقَاءُ دَرَّبَ. "
Aventura" نمشي في دروبنا سواءً كنا وحيدين أم مع صحبة، و أنا اؤمن أن الصداقة تضيف حياة للحياة، فـ إِختيَار الصحبة يترتبُ عليه إِختيَارُ شكل أيامك، الصحبة الصالحة التى تنسىٰ لياليك و أحزانك معهم ولا تتذكر من كل نقم حياتك أي شئ سوا نعمة وجودهم فقط، فـ الصداقة...