( الفَـــــصـــلِ الـثَــــانِـــــي )
#حنين_العربي
#رُفَقَاءُ دَرَّبَ.________________________________
{ بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ }
[سورة العنكبوت.]يَقُولُ الْحَديثُ الشَّرِيفُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن عَمْروِ رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اِقْرَأْ وَاِرْتَقِ وَرَتَّلَ كَمَا كَنَّتْ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةِ تَقْرَؤُهَا))...............
و مع ظهور شفق اليوم الموالي و ثبوت الشمس في سماء عروس البحر المتوسط، تنشر نورها على أراضيها، و الحقيقة أن النور كان في صدورهم فـ لم يحتاجوا لـ شمساً تنير أيامهم فـ لم يأن ابتلائهم لذا هم الآن يسعدون بـ لحظاتٍ آمنة لم يعرفوا أنها لن تدوم و سيأتي اليوم الذي يصبح فيه للقلق مكاناً بينهم، و تحديداً على الساعة التاسعة و النصف صباحاً، كان قد ذهب صهيب وتأني لـ عملهم وكذلك صدفة وعائشة.
وأما عن الثلاث أصدقاء فـ كانوا وحدهم في المنزل جالسين في الحديقة الواسعة بعد أن وضعوا وسائد و أحد المفروشات لـ يجلسوا عليها، الشمس حارقة و الجو حار إلى درجة كبيرة، أمامهم مصافحهم يراجعون كارة، يُسمعون لـ بعض أخرى، و ثالثةً يتركون كل شئ و يتحدثون.
كان الجو حار جداً في بداية فصل الصيف في أواخر الشهر الخامس من هذا العام "شهر مايو"، و أكثرهم تضرراً كانت تلك الجالسة بـ حجابها الكامل، و ما أن سئمت من الوضع هتفت بـ غيظ شديد تحدث عيسى صاحب فكرة الجلوس في الحديقة بحجة الهواء الطلق
_" هموت و أعرف أنتَ مقعدنا في عز الشمس ليــه! ما ندخل نقعد يا في البيت يا في الكوخ عند التكييف!!"
رد عليها ببرودٍ تام يتحدث بمنتهى البساطة
_" ما شمس تسعة الصبح دي مفيدة، فيها فيتامين دال"
صرخت فيه بـ غيظٍ من بروده
_" و أنتَ فاكر نفسك نابتة ملوخية هتزَرَع يعني؟ ولا هتعمل بناء ضوئي انا مش فاهمـة!، طبعاً ما أنتَ مش جاية عليك بـ حاجة، مش لابس طرحــة!!"
نظر لها بـ سخرية و رد بـ تهكم
_" و هلبس طرحة إزاي لا مؤاخذة؟"
رمقته بـ غيظٍ شديد، و قد كان نوح في عالم آخر يراجع آيات من سورة البقرة بما أنه من المفترض اليوم تسميعها كاملةً لـ يصبحوا من حفظة كتاب الله رسمياً، و بعدما انتهى من مراجعتها، أشار لـ عيسى و أعطاه المصحف و بدأ يُسمع له بـ خشوع، كان يتلعثم في آياتٍ معينة أعاد تسميعها مرات عدة و كل مرة يتلعثم فيها بـ شكل مثير للأعصاب، و عند وصوله لـ هذه الآيات تلعثم فيها ثانيةً حينما قال
أنت تقرأ
" رُفَقَاءُ دَرَّبَ. "
Macera" نمشي في دروبنا سواءً كنا وحيدين أم مع صحبة، و أنا اؤمن أن الصداقة تضيف حياة للحياة، فـ إِختيَار الصحبة يترتبُ عليه إِختيَارُ شكل أيامك، الصحبة الصالحة التى تنسىٰ لياليك و أحزانك معهم ولا تتذكر من كل نقم حياتك أي شئ سوا نعمة وجودهم فقط، فـ الصداقة...