( الفَـــــصـــلِ الـتَـــــــاسِــــــع )
#حنين_العربي
#رُفَقَاءُ دَرَّبَ.________________________________
﴿ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ ﴾ [سورة الأنعام]
أوعى تفرح أن ربنا فاتِحها في وشك و أنتَ بـتعصيه!، و افتكر أنه فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ.!
.....
_" لـــــيـــــل!!!"
و ما أن نظرت ليل حيث موضع الصوت، هتفت بـنفس الصدمة
_" حـــفـــصـــة؟!!"
ارتجفت يد ليل، و كذلك قلبها .. توقعت كل شئ اليوم، إلا أن تقابل من ظنت لقائهم مستحيل!، الرغبة الوحيدة في داخلها الآن أن تبادر و تحتضنها و تخبرها كم قست الدنيا عليها و عن سوء ما عاشت حتى أصبحت هنا الآن، لكنها لم تتحرك، فقط تصنمت في مكانها، هيَ لم تجرب هذا الشعور من قبل و لم يعانقها أحد منذ فراقهم الذي ظنوه دائماً منذ عامين، فـفاقد الشئ هوَ أحق من يعطيه بـسخاء، إلا أن لم يتعلم أخذه من الأساس، و لن تكدب هيَ إذا قالت إنها لم تتعلم من قبل ثقافة العناق، و لـذلك كانت صاحبة رد الفعل حفصة التي احتضنتها بـقوة و شددت من عناقها، و حينها ارتجفت يدا ليل قبل أن تضمها هيَ الأخرى، كـما لو أنه جِيئَ لها بـوطنها أمامها بعد كل هذه الغُربة و الشَرد، أرادت البكاء لكنها لم تعتد أن تضعف أمام أحد، و أما الأخرى فـدمعت عيناها و هيَ تهتف بـأشتياق و لهفة
_" وحشتيني أوي يا ليل، وحشتيني أوي، متخيلتش أني ممكن اقابلك تاني .. وحشتيني أوي"
و في تلك اللحظة دمعت يمنى ليل دون قصداً منها، قائلةً بـإشتياق و نبرة مبحوحة من رغبتها في البكاء
_" أنتِ أكتر يا حفصة بجد، متوقعتش أني هلاقيكِ تاني، الدنيا داست عليا أوي من آخر مرة شوفتك فيها، و كل مرة كنت بفتكرك و بفتكر أنك الوحيدة اللي حبتيني و بصبر نفسي أن على الأقل في شخص واحد بس حبني .. بس خوفت تكوني نسيتيني!"
زادت حفصة من عناقها تنطق بـحَنيّن و اشتياق شديد لها
_" أنا عمري ما نسيتك!! سلسلتك لسة معايا و لبساها لحد دلوقتي"
و حينها كان نوح و عيسى يراقبون الموقف بـتعجب، و قد همس عيسى لـنوح بـسخرية و مزاح
_" ايه الفيلم الهندي دا؟ و بعدين هيَ أختك تعرف بطلة فيلم wensday منين؟"
رد عليه نوح بـالهمس المرِح هوَ الآخر و هوَ يراقب ليل
_" تصدق عاملة شبهها فعلاً؟، حتى نفس الكُحل"
أنت تقرأ
" رُفَقَاءُ دَرَّبَ. "
Macera" نمشي في دروبنا سواءً كنا وحيدين أم مع صحبة، و أنا اؤمن أن الصداقة تضيف حياة للحياة، فـ إِختيَار الصحبة يترتبُ عليه إِختيَارُ شكل أيامك، الصحبة الصالحة التى تنسىٰ لياليك و أحزانك معهم ولا تتذكر من كل نقم حياتك أي شئ سوا نعمة وجودهم فقط، فـ الصداقة...