4_" مُعَانَاة دَائِمَةٍ. "

288 24 76
                                    

( الفَـــــصـــلِ الـرَابِــــع )
#حنين_العربي
#رُفَقَاءُ دَرَّبَ.

________________________________

{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83)} [سورة الأنبياء]

.........

نزل عيسى بـ سرعة إلى شقة نوح و جلس على الأرض و هوَ على وشك البكاء، ينظر أمامه و يتذكر كل ما حدث، حسناً قد تعلم درساً قاسياً و أقسم إلا يفكر حتى في التهور مجدداً، و فقط يود أن يُصلح ما افسده، كان واضح على وجهه الوجوم و ملامحه تتراوح ما بين الصدمة و الحزن.

و أما في الأعلى على سطح المنزل.

ما أن خرج عيسى، تحدث صهيب بـنبرة هادئة يعاتب صديقه

_"مديت إيدك ليه؟! كفاية اللي حصل الصبح، هوَ باين أنه ندمان، مكنش لازم تضربه تاني"

تنهد تأني قائلاً بـنبرة حاول إخراجها هادئة

_" أنا دمي محروق منه بجد، مقدرتش اتمالك اعصابي، مصدوم في ابني، من أمتي و هو كدا، طب مفكرش في زعلنا مثلاً!!، من أمتي و هو بيروح يعمل حاجة قولنالوا عليها لا؟ من أمتي و عيسى كان كدا، أنا بجد حاسس أني مستغربه أوي "

زفر صهيب قائلاً بـقلة حيلة و نبرة ضاحكة

_" لأ حبيبي دا كدا "أ" "ب" مراهقة، خلي خُلقك استرتش بقى"

ثم أكمل بـهدوء و حكمة كما طبع شخصيته الهادئة

_" أنا كمان على فكرة مصدوم فيه و في أبني بردو، بس مكنش لازم تضربه، الصبح اتحاسبوا بما فيه الكفاية، اينعم غلطانين و أنا عارف و يستاهلوا أكتر من كدا، بس برضو هوَ ندمان فـ مكنش له لزوم اللي أنتَ عملته، الصبح كنا متعصبين، بس خلاص ناخدها بـالعقل شوية بقى، مش كل حاجة هتتاخد بالدراع"

زفر تأني قائلاً بـقلة حيلة

_" معرفش بجد مشوفتش قدامي"

_" حاول تتمالك اعصابك بعد كدا، بس أنا مستغرب أن نوح كل دا مجاش اعتذر و مشفناش وشه"

نطق تأني يتحدث عن شخصياتهم و كأنه حفظها عن ظهر قلب

_" تلاقيه نايم، لما بيضايق بينام كتير، عكس التاني آخرة صبري اللي ممكن يقعد تلت أيام صاحي عادي"

أبتسم صهيب و قال بنبرة مقررة أكثر من كونها مستفسرة

_" أنت مسامحه "

_" أبقي كداب لو قولت لأ و كداب لو قولت اه، أنا زعلان منه جدًا، بس في نفس الوقت عارف أبني و آخره إيه، عارف أنك لو مكنتش شوفتهم و الموقف عدا علي خير، كان يومين و هلاقيه قدام اوضتي بيقولي دخلته الشهيرة "بابا أنا عايز اقولك علي حاجة بس متتعصبش، أنا عارف أني غلطان و آسف و مش هتتكرر، بس بجد مش عارف أنام من تأنيب الضمير" دي جملته بعد أي حاجة بيعملها أو حتى يحاول يداريها، و أنا كل مرة مبقدرش اقوله حاجة و بسامحه علشان كان صريح معايا و علشان معترف أنه غلطان و علشان برضو يفضل يحكيلي، أبني و أنا عارفه و عارف آخره، أما التاني بقي فـ كل مصيبة بيعملها بيستني عليها كام يوم و يجي يجزأها ليا أو ليك، و دخلته الشهيرة "بصوا أنا هبقي صريح معاكم و هحكي بس بلاش تهزيق و عدوها يعني هو الواحد هيعيش كام مرة و بعدين الصراحة الحياة ملهاش طعم من غير مصايب و life is once so there is no need to be afraid"، و بعدها بيقول كل حاجة، هما الاتنين اتعودوا ميخبوش علينا أي حاجة مهما كانت صغيرة، بالرغم من أنهم بيبقوا عارفين اننا هنزعق لهم بس عمر ما حد فيهم عرف يكدب علينا، دائماً كانوا مبيستنوش حد يفضحهم بيجوا يفضحوا نفسهم بنفسهم ... و اللي مضايقني بجد بقى أنه دي أول مرة تقريباً يعندوا و يعملوا حاجة إحنا قولنا عليها لأ، أغلب مشاكلهم طول حياتهم مبتبقاش قصد منهم للعند، مجرد أنهم وقعوا في مشكلة أو عملوا حاجة بدون قصد، إنما المرة دي اللي حارق دمي أنهم بيعندوا، و أنا موتي و سمي العند"

" رُفَقَاءُ دَرَّبَ. "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن