( الفَـــــصـــلِ الـخَـــامِــــس )
#حنين_العربي
#رُفَقَاءُ دَرَّبَ.________________________________
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِين}[سورة محمد: 31]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة آل عمران: 200]
.....
و كان أشد الناس بلاءاً هم الأنبياء، و يليهم عباد الله الصالحين، حتى إذا ابتلاهم الله، صبروا .. فـبشرهم، و إن كان على الصبر فـصبر نبي الله "نوح" على فقد إبنه، و صبر "إبراهيم" على أمر ذبح إبنه امتثالاً لـأوامر ربه، و صبر يعقوب على فراق يوسف، و صبر يوسف على السجن، و كلاً منهم عوضه الله بعدها و جزاهم حُسن الجزاء، فـهيَ دُنيا كانت ابتلاءاً و عقاباً لـنبي الله آدم، هل ستكون هينة على العباد؟.
مر قرابة اليومين على آخر الأحداث، الجميع في حزن على نوح و أكثرهم كان صاحب العِلة و حزنه على نفسه، و قد بدأت الأعراض تشتد عليه أكثر و أصبح في معاناةٍ مع رجفة جسده و دواره، نبض قلبه المتسارع، و أعراض كثيرة أصبحت تزيد يومه صعوبة، كان الجميع يحاول إخراجه مما هوَ فيه، تذكيره بـمواعيد إبره اليومية حتى لا يمرض، لم يكن الأمر بـهين عليه حقاً، و كما المعتاد، تقريباً قضى اليومين في غرفته نائماً، أمه كانت تحاول في تخفيف حزنه و البقاء معه دوماً حتى أنها توقفت عن الذهاب لـعملها، و كذلك أخته، حسناً و أن كانت المحنة صعبة إلا أنه كان يحمد ربه دوماً على وجود أهله معه و هذه النعمة في حياته، حتى صاحبه الذي أثبت له أن الصداقة ليست مجرد كلمة و إنما لها معنى لن يفهمه إلا من عايشه، و أن نسي كل شئ لن ينسي ليلة ما اغشي عليه و استيقظ و ذهب لـصلاة الفجر و عاد بعدها للنوم و عندما استيقظ وجده فوق رأسه يقرأ القرآن بـصوتاً هادئ منخفض حتى لا يوقظه لكنه مسموع، لم يتركه أحد من أهله، و ها هوَ يحاول الآن التأقلم و العيش حياةٍ طبيعية، لكن بالتأكيد سيأخذ وقت لـذلك.
مر ثلاثة أيام و هوَ يتراوح ما بين التأقلم و العودة لـحزنه مرة أخرى، كان في غرفته بعد صلاة العصر وحده، هل ظن أنهم تركوه؟ لقد ذهب عيسى و معه حفصة سراً لـشراء شيئاً أراده هوَ من مدة كي يفاجئوه به عندما يعودوا، و أما صدفة فـاضطرت أسفةً الذهاب للعمل لأنها تغيبت عنه لـيومين، سمع صوت فتح باب الشقة مع أنه ليس ميعاد عودة أحد اليوم لكن أبيه حاول العودة مبكراً قدر الإمكان لأجله و حسب، و ما أن دلف إلى الشقة دلف إلى غرفته و سلم عليه بـإبتسامته المعتادة و قد رد عليه بـهدوءاً غير معهود و لكن كما المعتاد، حينما يأتي الحزن يرحل عن صاحبه روحه المرحة و يبقى هادئاً لا يعرف نفسه حتى، جلس صهيب بـجانبه على السرير و أردف له بـحنان و نبرة هادئة
أنت تقرأ
" رُفَقَاءُ دَرَّبَ. "
Aventură" نمشي في دروبنا سواءً كنا وحيدين أم مع صحبة، و أنا اؤمن أن الصداقة تضيف حياة للحياة، فـ إِختيَار الصحبة يترتبُ عليه إِختيَارُ شكل أيامك، الصحبة الصالحة التى تنسىٰ لياليك و أحزانك معهم ولا تتذكر من كل نقم حياتك أي شئ سوا نعمة وجودهم فقط، فـ الصداقة...