13 "ألم"

614 3 0
                                    

كانت السماء فوق المدينة ملبدة بالغيوم الثقيلة، والجو داخل مبنى الشركة الكبرى يعكس هذا الجو الكئيب. كان ألبرتو يجلس في مكتبه الضخم، يستعد لاجتماع مهم مع شركائه، بينما كانت حسناء تجلس بجواره، عيناها مسمرتان على الأرض، تحاول ألا تلفت الانتباه إلى نفسها. منذ أن أخبرتها الطبيبة بأنها حامل مجددًا، أصبحت كل حركة تقوم بها محسوبة بدقة. كانت تعلم أن أي خطأ، حتى ولو كان بسيطًا، قد يثير غضب ألبرتو.

ومع ذلك، شعرت بالتوتر الشديد يتصاعد داخلها، جسدها يثقل شيئًا فشيئًا، والدوار بدأ يتسلل إليها ببطء. كان الجو في غرفة الاجتماع خانقًا، وكانت الأنفاس تزداد صعوبة. رفعت رأسها قليلاً نحو ألبرتو وقالت بصوت ضعيف: "ألبرتو، أشعر بدوار... هل يمكنني النزول إلى الحديقة لبعض الوقت إذا كنت تسمح بذلك؟"

للحظة، توقفت عن الكلام، خائفة من ردة فعله. لم تكن تتوقع منه القبول بسهولة، ولكن ما فاجأها أنه نظر إليها بابتسامة باهتة وقال بهدوء: "نعم، انزلي. لكن لا تطيلي الغياب."

تملكتها المفاجأة، لم تتوقع هذا اللين من جانبه. نهضت ببطء وبدأت تشق طريقها نحو المصعد، عيناها تحدقان في الأرض في محاولة لتجنب أي نظرات قد تثير الشكوك حول حالتها. وصلت إلى المصعد ثم دخلت بسرعة ووقفت في الزاوية، تحاول استعادة توازنها.

لكن المصعد لم يكن خاليًا، فقد تبعها أحد أصدقاء ألبرتو المقربين، الذي انضم إليها بابتسامة مريبة. كانت بطنها البارزة بسبب الحمل تفضح حالتها، ولكن الرجل لم يبدو مهتمًا بذلك. اقترب منها شيئًا فشيئًا، محاولاً التحدث بصوت منخفض. "هل تحتاجين إلى المساعدة؟ تبدين مرهقة."

تزايد توترها، شعرت بأن الهواء داخل المصعد بات أكثر ثقلاً، وعندما اقترب منها أكثر حاولت الابتعاد قليلاً، ولكن المساحة كانت ضيقة. "لا... لا بأس" قالت بصوت متقطع، محاولًة التماسك. ولكن يده امتدت نحو ذراعها برفق، ما زاد من توترها. كانت تشعر بأن نبضات قلبها تتسارع، كأنها محاصرة في مكان لا تستطيع الهروب منه.

فور أن انفتح باب المصعد، هرعت خارجه بسرعة، خطواتها متعثرة نحو الحديقة. كانت تتنفس بصعوبة، تحاول أن تستعيد أنفاسها وسط الخوف والتوتر اللذين كانا يغمرانها. وصلت إلى الحديقة وجلست على أحد المقاعد، يداها تغطيان وجهها. كانت الدموع تتجمع في عينيها من شدة الإرهاق النفسي والجسدي.

بعد دقائق قليلة، سمعت صوت خطوات ثقيلة تقترب منها. رفعت رأسها لترى ألبرتو يقف أمامها، عيناه تراقبانها بتمعن. لم تكن قادرة على تفسير مشاعره من نظراته. كان يبدو هادئًا، ولكنها تعرف أنه خلف هذا الهدوء يكمن غضب عميق.

"كنت أعلم أنك لن تجدي الراحة بعيدًا عني" قال بصوت هادئ ولكنه يحمل في طياته التهديد. تقدم نحوها وأمسك بيدها بلطف، ثم جذبها نحوه ليحتضنها. شعرت بحرارة جسده وهو يحيطها بين ذراعيه، لكنها لم تشعر بالراحة. كان هذا الاحتضان مختلفًا.

فن السادية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن