عودة لونا

2 1 0
                                    

"القوة ليست سيفاً يُرفع، ولا جداراً يُهدم... بل هي لعنة تتسلل من قلبك خفيةً، تلتهم روحك شيئاً فشيئاً حتى لا يتبقى منك سوى ظلّ، يتحرّك برغبتها وحدها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفي ليلة معينة، استيقظت تُقى على صوت همسات حادة في غرفتها. نظرت حولها فلم تجد شيئًا، لكن عندما اقتربت من المرآة، ظهرت لها وجه لونا مرة أخرى، ولكن هذه المرة بشكل أقرب وأكثر وضوحًا.

لونا بنبرة باردة: "ظننتِ أنني سأرحل بسهولة؟ أنا معكِ الآن... ولن أترككِ حتى تستعيدي ما أخذته مني."

تُقى وهي تتراجع إلى الوراء بصدمة: "إنتِ مش ممكن تكوني هنا! اللعنة انتهت! لازم تروحي!"

لونا بابتسامة شريرة: "انتهت في البيت... لكني أنا معكِ الآن."

كانت تُقى تشعر بظلال الخوف تحوم حولها مرة أخرى. لكنها لم تكن الفتاة التي تستسلم للظلام. بدأت تُقى بتلاوة الآيات مجددًا، محاوِلة طرد لونا من وجودها، لكن هذه المرة كان الأمر أصعب. لونا أصبحت جزءًا منها، واحتاجت تُقى لطريقة مختلفة لكسر هذه الرابطة.

في صباح اليوم التالي، قررت تُقى أن تعود إلى البيت الملعون، لكن هذه المرة ليس لتحرر البيت، بل لتحرر نفسها. كانت تعلم أن الحل ربما يكمن هناك، في المكان الذي بدأت فيه كل هذه القصة.

عادت تُقى إلى البيت مع الكتاب المقدس في يدها، مستعدة لمواجهة لونا للمرة الأخيرة. عندما دخلت، شعرت بأن الجو كان مختلفًا هذه المرة. لم يكن البيت غاضبًا كما كان في السابق، لكنه كان يحمل هدوءًا مشوبًا بالترقب. ظلت تسير في الغرف حتى وصلت إلى الغرفة الرئيسية، حيث شعرت بأقوى حضور لروح لونا.

تُقى بنبرة تحدٍ: "لونا... لو كنتِ هنا، فتعالي. أنا مش ههرب."

ظهرت لونا من الظلال، لكن هذه المرة كانت صورتها أضعف. كانت تحمل نظرات مليئة بالكراهية والحزن في نفس الوقت. تقدمت نحو تُقى، لكنها لم تقترب كثيرًا.

لونا بصوت منخفض: "لن أترككِ حتى تستعيدي ما أخذته مني."

تُقى بحزم: "أنا ما أخدتش حاجة منكِ. أنتِ اللي حبستِ نفسك في الظلام، وأنا حررت الأرواح."

لونا وهي تقترب ببطء: "أنتِ أخذتِ نوري... والآن عليكِ أن تعيديه."

فهمت تُقى أن الحل يكمن في منح لونا السلام الذي كانت تبحث عنه لسنوات. أخرجت الشمعة التي استخدمتها من قبل وأضاءتها مجددًا. بدأت تُقى بتلاوة تعويذة جديدة، واحدة تتحدث عن التحرر والمغفرة. كانت الكلمات تدور حول التسامح وترك الماضي وراءهم.

تُقى وهي تقرأ بصوت هادئ: "أي روح تبحث عن السلام، لتذهب في طريقها. النور هو خلاصكِ."

ومع كل كلمة، بدأت صورة لونا تتلاشى ببطء. كانت الدموع تنهمر من عيني لونا، وكأنها لأول مرة تجد الراحة بعد سنوات من العذاب.

ᥣ᥆ᥲꪀ'᥉ ᥉᥆ᥙᥣحيث تعيش القصص. اكتشف الآن