---
أمواج الظلام
الفصل الأول: اللقاء
كان البحر هادئًا، ممتدًا إلى ما لا نهاية، والليل يُلقي ظلاله الداكنة على العالم تحت الأمواج. على عمق بعيد، كانت مدينة أوكسيليا تتلألأ وسط العتمة كأنها قطعة من السماء وقعت في قلب المحيط. كانت تلك المدينة سحرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، محاطة بأحجار متلألئة تعكس ألوانًا تتغير كلما تحركت المياه، ومملوءة بمخلوقات عجيبة لها قدرات لا يمكن تخيلها.
ليل، أميرة المدينة، كانت تقف فوق أحد أبراج المرجان العالي، ترقب محيطها بشعور من الترقب والقلق. منذ أيام، كانت تشعر باضطراب في القوى السحرية التي تحمي أوكسيليا. هذا الاضطراب كان كأن البحر نفسه يريد أن يحذرها من شيء قادم، شيء قد يهدد بقاء مدينتها.
وأثناء انغماسها في أفكارها، رأت ضوءًا خافتًا بعيدًا في أعماق البحر. كان الضوء غير طبيعي، يقترب تدريجيًا منها، كأنه يغزو سلام المياه الهادئة. شعرت ليل بنبضات قلبها تتسارع، وتسللت عبر الظلال والمياه كأنها جزء منها، لتقترب بحذر من مصدر الضوء.
في نفس اللحظة، كان كريم، شابٌ في منتصف العشرينات، يجلس داخل غواصته الصغيرة، وقد غمرته الدهشة من جمال الأعماق. لطالما كان كريم مفتونًا بالبحر وأسراره، منذ صغره، كان يستمع للأساطير التي تحكي عن حضارات تحت الماء، ممالك غامضة وأرواح تحرس هذه العوالم. لم يكن يعلم أنه على وشك اكتشاف أن هذه الأساطير قد تكون حقيقة.
تقدم كريم بالغواصة في مسار ضيق بين الشعاب المرجانية، لكنه لاحظ فجأة، عبر زجاج الغواصة، ملامح وجه… لم يكن مجرد مخلوق بحري عادي. كانت فتاة، أو شيء يشبه فتاة، ذات شعر طويل ينساب كأنه جزء من التيار، وعينين واسعتين تلمعان بلون القمر.
حبست ليل أنفاسها وهي تحدق في كريم من خلف زجاج الغواصة. لأول مرة ترى بشرًا بهذه الدرجة من القرب، بشرًا على وشك اختراق حمايتها. وضعت يدها على الزجاج، ونظرت إليه مباشرة بعينيها العميقتين، لتهمس عبر المياه، "أنت في عالمي الآن… لكن هذا المكان لا يرحم الغرباء."
شعر كريم بذبذبة غريبة، كأنها تدعوه بداخلها، لكنها أيضًا تُنذره. كانت نظرتها فيها سحر غامض، وكأنه يجذبه نحوها. همس لنفسه بدهشة، "هل أنا أحلم، أم أن الأساطير قد تكون حقيقة؟"
---
YOU ARE READING
"امواج الظلام"
Humor"لن ننساك يا كريم. بفضلك، سنعود للسلام." °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° "لم اكن اظن يوماً أن أجد من يستحق هذه التضحية... لكنني أخترتك، كريم."