---أمواج الظلام
الفصل السادس: لعنة الماضي
بعد أن انتهى حارس الأرواح من كلماته، شعر كريم بصدمة تسري في جسده، وكأن وزنًا ثقيلًا قد وُضع على قلبه. كانت التضحية مطلوبة منه، تضحية ليست بالجسد بل بالروح نفسها. وقف هناك مرتبكًا، محاولًا استيعاب معنى هذا الربط بينه وبين مدينة أوكسيليا الملعونة.
في هذه الأثناء، كانت ليل تراقبه بصمت. كانت تعلم أن هذه اللحظة هي الأكثر حسمًا في رحلتهما. لو وافق كريم على التضحية، فإنه سيصبح جزءًا من هذا العالم إلى الأبد، وإن تراجع، فسيتركه لمصير مجهول. تقدمت نحوه بخطوات بطيئة وقالت: "قرارك هذا قد يكون بداية خلاصنا، أو قد يفتح علينا بابًا من الظلام لن يغلق أبدًا."
نظر إليها كريم بعيون مليئة بالتساؤل والقلق، ثم سألها بصوت خافت: "لماذا كل هذا؟ لماذا تحملون كل هذا العذاب؟"
ردت عليه ليل بنبرة حزينة: "لأننا جزء من ماضٍ لا يرحم، ومصيرنا مرتبط بهذه الأرض. كل روح هنا تدفع ثمن أخطاء الأجيال السابقة، ونحن محبوسون في هذا الظلام حتى نجد من يستطيع أن يحمل عبء اللعنة عنا."
في تلك اللحظة، شعر كريم أن حمله الشخصي قد أصبح أكبر من مجرد مغامرة؛ أصبح أمامه خيار أن يشارك هذه الأرواح حزنها، أو يبتعد ويتركها لمصيرها. ومع ذلك، داخله كان هناك إحساس غريب يدفعه للمضي قدمًا، كأنما هذا المكان ناداه منذ زمن بعيد، قبل حتى أن يعرف بوجوده.
قرر كريم أخيرًا أن يواجه مصيره، اقترب من الحجر، ومدّ يده نحوه وقال بصوت واثق: "إذا كانت هذه التضحية هي السبيل للنجاة، فأنا مستعد."
---
YOU ARE READING
"امواج الظلام"
Comédie"لن ننساك يا كريم. بفضلك، سنعود للسلام." °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° "لم اكن اظن يوماً أن أجد من يستحق هذه التضحية... لكنني أخترتك، كريم."