---
أمواج الظلام
الفصل الثاني: أسرار من الأعماق
كانت المياه المحيطة بـ أوكسيليا هادئة بشكل غريب، كأنها تتنفس مع كل ذبذبة تصدر من الأحجار السحرية. في عمق هذه السكون، كانت ليل تقود كريم عبر ممرات مظلمة، تضيئها انعكاسات خافتة لأحجار الزبرجد التي تعكس ضوءًا باردًا وخافتًا. شعور بالخطر الغامض كان يحيط بهما، كأن المدينة نفسها تراقبهما بعيون لا تُرى.
كان كريم يشعر بضغطٍ غريب في صدره، كأن أعماق المحيط تحاول سحب أنفاسه، وكلما توغل أكثر، شعر بأنفاسه تزداد ثقلاً. كانت عيناه تتنقلان بين التماثيل الحجرية التي تشبه كائنات البحر، وبعضها بدا وكأنه يتحرك في الظل. لم يكن يعرف إن كانت أوهامًا أم أن هذه التماثيل حقًا حية، تنتظر اللحظة المناسبة لتستيقظ.
وقفت ليل أخيرًا أمام حجر ضخم ينبعث منه ضوء أزرق بارد. نظرت إليه بعينين مليئتين بالخوف، وقالت بصوتٍ خافت: "هذا هو قلب أوكسيليا… الحجر الذي يحمي مدينتنا من كل من يتجرأ على الاقتراب. لكن قوته بدأت تضعف مع تقدم البشر إلى أعماق المحيط."
كريم نظر إلى الحجر بانبهار ممزوج بالخوف، لكنه شعر بأن الحجر ينبض، كأنه كائن حي يحتضر ببطء. سأل بتردد: "كيف يمكننا أن نؤذي شيئًا بهذا القوة؟ كيف يمكن للبشر أن يؤثروا على عالمكم؟"
تنهدت ليل، وعيناها تنظران إلى كريم نظرة عميقة، وقالت: "البشر لا يعرفون شيئًا سوى الاستحواذ والسيطرة. أنتم تلتهمون كل شيء. ما منكم إلا القليل من يفهم أن بعض الأماكن يجب أن تبقى مخفية، وأن بعض القوى يجب ألا تُلمس."
بينما كانت تتحدث، بدأت ملامحها تتغير. اختفت الابتسامة الخفيفة التي كانت على شفتيها، وظهرت نظرة حزن وخوف عميقين. قالت: "لكنني أؤمن أنك مختلف، ولهذا سمحت لك بالدخول هنا… أوكسيليا اختارتك. ربما بوجودك هنا، ستتمكن من إنقاذ مدينتنا قبل أن تُستهلك قواها بالكامل."
كريم شعر بضغط متزايد حوله، كأن المياه تحيط به أكثر فأكثر، وكأن أوكسيليا تختبره. كان يشعر وكأن أعينًا خفية تراقب كل حركة، وكأنها تنتظر منه أن يتخذ قرارًا قد يحدد مصيرهم جميعًا. همس بتوتر: "وإذا فشلت في حماية مدينتكم؟"
ردت ليل بصوتٍ غامض لكنه مليء بالحزم: "إذا فشلت، فلن تجد أوكسيليا نفسها بحاجة إليك، وستتخذ وسائلها الخاصة لحماية أسرارها… حتى وإن كان هذا يعني أن تحوّل هذا المكان إلى كابوس لكل من يقترب منه."
---
YOU ARE READING
"امواج الظلام"
Humor"لن ننساك يا كريم. بفضلك، سنعود للسلام." °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° "لم اكن اظن يوماً أن أجد من يستحق هذه التضحية... لكنني أخترتك، كريم."