---
أمواج الظلام
الفصل الرابع: اختبار الأرواح
بينما كان كريم يقف أمام الحجر، شعر بنبضات غامضة تخرج منه، كأنها ترتبط مباشرة بقلبه، حتى أصبحت الأنفاس ثقيلة والتوتر يلفه من كل جانب. وفجأة، شعر بيد ليل تمسك بيده، فتدفقت موجة من الطاقة بينهما، مشحونة بمشاعر مختلطة من القلق والأمل والخوف.
قالت ليل بنبرة أكثر حدة، وقد ظهر في عينيها بريق لم يره من قبل: "أنت الآن واحد منا، لكن هذا ليس كافيًا. تحتاج الأرواح أن تختبرك، لتعرف إذا كنت تستحق أن تحمل جزءًا من هذا العبء."
لم يكن لدى كريم وقت ليستوعب كلماتها، فقد بدأت أصوات الأرواح تزداد ارتفاعًا، كأنها تصرخ بداخله، كأنها تحاول سبر أغوار روحه لمعرفة نواياه الحقيقية. كان يسمع همساتها كأنها قادمة من عمق الماء وظلامه، وهمساتها تتحول إلى عتاب وتوبيخ، وكأنها تحاسبه على كل شيء قام به البشر بحق هذا العالم.
في تلك اللحظة، شعر كريم كأنه يرى لقطات من الماضي، لقطات لمآسي تملأ أوكسيليا، من أيام الحروب الأولى التي شهدتها المدينة، إلى أرواح الأجداد الذين دفعوا الثمن لحماية هذه المملكة من الغزاة. كانت كل صورة تأتي كصفعة، وكل مشهد يُذكره بأنه في مواجهة قوة لا يعرف عنها شيئًا.
مع كل مشهد، شعر كريم بشيء داخله ينكسر. كان يشعر كأن الأرواح تغوص في أعمق أجزاء روحه، كأنها تبحث عن شيء لم يكن يعرف بوجوده. وبعد لحظة من الصمت، همست الأرواح بصوت هادئ ولكنه محمل بالرهبة: "أنت الآن جزء من ذاكرتنا، وستكون جزءًا من مستقبلنا… سواء أردت ذلك أم لا."
---
YOU ARE READING
"امواج الظلام"
Humor"لن ننساك يا كريم. بفضلك، سنعود للسلام." °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° "لم اكن اظن يوماً أن أجد من يستحق هذه التضحية... لكنني أخترتك، كريم."
